تعمل إحدى المنظمات في الشمال السوري على استكمال نظام صحي إلكتروني يوفر معلومات طبية متكاملة، في خطوة تهدف لتكوين سجل طبي خاص بكل مريض، تمهيداً لبناء نظام معلومات شامل.
وقال منسق إدارة المعلومات في منظمة “يداً بيد” للإغاثة والتنمية، أحمد الهلال، إن “تنفيذ نظام إلكتروني متكامل یسھل تقديم الخدمة للمواطنين”، حيث سيقوم بأرشفة البیانات الطبية للمريض، وتراعي طريقة الأرشفة المتبعة منع التكرار وحفظ البیانات، وكذلك توفیر سجل طبي تراكمي، بحسب ما أفاد به لموقع “العربي الجديد“.
ويشمل النظام – وفقاً لهلال – إمكانية تتبع حركة المواد الطبية بین جمیع المستودعات، فضلاً عن آلية عمل متكاملة للمنشآت الطبية، وقال إن “قسم إدارة المعلومات طور بدايةً برمجيات تسھل عمل بقية الأقسام، بما فیھا القسم الطبي، ثم بادر بعرض خطة تطوير نظام طبي يقوم على دمج المكونات كلها في نظام واحد، واعتمد المقترح من قبل إدارة المنظمة، ليبدأ العمل عليه في مطلع عام 2021”.
ودخل النظام حیز التنفیذ التقني في شهر سبتمبر/ أيلول من العام ذاته، في حين بدأ عمل الجزء الخاص بإدارة المستودعات في يناير/ كانون الثاني 2022، بينما “لم یتم التنسیق مع أي جهة، حكومية أو غير حكومية، بخصوص تنفیذ المشروع”، بحسب منسق اﻹدارة الذي أكد أنه مبادرة ذاتیة للمنظمة.
وتتطلع “يداً بيد” لتوسیع نقاط العمل بحيث تغطي كل المنشآت الطبیة في المنطقة، أو المساھمة في أن یكون البرنامج متوافقاً مع النظام الصحي العام في المستقبل، و”ليقدم فرصة لبناء نظام معلومات شامل يتيح معلومات عن الواقع الصحي تستخدم في وضع الخطط المستقبلية، كون النظام یستخدم المعاییر العالمیة في تنميط الأمراض، والأدوية، وبالتالي تكون المعلومات متوافقة مع المستويات العالمیة لتحديد الفجوات الصحية بشكل دقيق”.
وفي المقابل يوجد “تحدّ كبير”، يكمن في عدم وجود رقم وطني لكل مريض، “مما يجعل عملية بناء سجل تراكمي أمراً بالغ الصعوبة، إذ یقوم بعض المرضى بتسجیل أسمائھم بطریقة مختلفة في كل مرة، إضافة إلى مشكلة أخطاء إدخال البیانات التي یمكن أن تعطي المریض أكثر من اسم عند اختلاف التھجئة”.
واقترح هلال “استحداث بطاقات صحية تحوي رقماً مخصصاً لكل مريض، وعند حصول المواطن على ھویة وطنیة یمكن للنظام الطبي الانتقال إليها”.
ويقول محمد درويش، من قسم إدخال البيانات في “منظمة الأطباء المستقلين” بمستوصف الدنا: “نقوم باستقبال المريض، ونفصل هويته وبياناته الشخصية، ثم نحوله للطبيب المختص ليشخص حالته المرضية، ويحوله إلى الصيدلية للحصول على الدواء المناسب، ويتم هذا عبر برنامج إلكتروني خاص يربط جميع الأطباء في منطقة العمل، ونستفيد من كون البرنامج يسهل علينا متابعة المريض، ومعرفة الأدوية السابقة، وتاريخ الحالة المرضية، إضافة لتسهيل آلية التشخيص والمتابعة، فالطبيب يطلع على تاريخه المرضي، والأدوية التي تلقاها، واسم المنشآت الطبية التي راجعها”.
يشار إلى أن العديد من المشافي والمستوصفات بالمنطقة مهددة بالتوقف بسبب تراجع الدعم اﻹغاثي المخصص للشمال السوري.