كشف تقرير تحليلي مفصل صادر عن مركز جسور للدراسات عن أعداد وانتشار القواعد العسكرية اﻷجنبية في سوريا، حتى منتصف 2023، حيث بلغت 830 موقعاً عسكرياً موزعاً بين كل من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران.
وخلص التقرير إلى زيادة المواقع الإيرانية العسكرية في سوريا والتي وصل عددها إلى 570 موقعاً، وهو أكبر حجم نفوذ خارجي في الخريطة السورية، تليها تركيا بـ 125 موقعاً، ثم روسيا بـ 105 مواقع، وأخيراً التحالف الدولي بـ 30 موقعاً.
وأشار تحليل الخرائط إلى أن “عدد المواقع لا يعكس فارق القوّة”، فالولايات المتحدة ما تزال الأكثر تأثيراً في المشهد العسكري رغم أنّ عدد مواقعها في سوريا هو الأقل، أيضاً تتفاوت القواعد والنقاط العسكرية للقوى الأجنبية من حيث العدد والعتاد، والمهام المنوطة بها، والآليات التي أدت إلى تدخلها.
كما أشار التقرير التحليلي إلى المهام المنوطة بهذه المواقع، حيث مواقع التحالف الدولي مسؤولة عن القضاء على تنظيم الدولة وضمان عدم عودته وتحقيق الردع ضد روسيا وإيران، بينما يقع على عاتق المواقع التركية حماية الأمن القومي للبلاد من خلال الحفاظ على مناطق انتشار القوات التركية ودعم فصائل المعارضة السورية ومحاربة حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري.
أمّا المواقع الروسية فتعمل على تحقيق مصالحها على المستوى الجيوسياسي عبر تأسيس وجود دائم لها شرقي المتوسط، وبالنسبة للمواقع الإيرانية فهي تسعى لاستكمال السيطرة على الإقليم والمنطقة بين طهران وبيروت مروراً بدمشق والوصول أيضاً إلى المتوسّط.
ويُلاحظ أنّ طبيعة انتشار ودور المواقع العسكرية للقوات الأجنبية في سوريا كانت تتأثّر أحياناً بالتغيّرات السياسية التي تطرأ خارجها؛ فعلى سبيل المثال، زادت إيران من حضورها العسكري جنوب البلاد مستفيدة من تخفيض روسيا لالتزاماتها أمام إسرائيل في المنطقة بسبب موقف الأخيرة من الصراع في أوكرانيا، وفقاً للتقرير.
ولم يشمل التقرير التحليلي القوات المحلية الحليفة للقوى الخارجية، “مع الأخذ بالاعتبار كثافة النشاط العسكري للدول الفاعلة في الملف السوري وسريته في كثير من الأحيان، إضافة إلى الحركية المستمرة للقوات العسكرية وفق ما تقتضيه طبيعة الميدان”.