شكّكت صحيفة “ذا هيل” اﻷمريكية في جدية إدارة بايدن بمكافحة جهود اﻷسد في نشر المخدرات والإتجار بها بالمنطقة، وبمدى دعم اﻷردن في مواجهة ذلك.
ولفت التقرير إلى اجتماع مسؤولين أمنيين أردنيين مع سلطة اﻷسد في 23 يوليو / تموز لمناقشة الاتجار غير المشروع بالمخدرات على طول الحدود المشتركة، حيث كان الاجتماع قد “تأخر كثيراً” في ضوء الإنتاج الصناعي المستمر في سوريا وتهريب الكبتاغون والمخدرات الأخرى غير المشروعة.
واستبعدت الصحيفة أن يقلص الأسد أنشطته على الرغم من استعداده لخوض المباحثات، معتبرةً أنه على الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط الاستعداد لتصعيد الضغط، فمحادثات يوليو هي علامة على أن الأسد لم يفعل ما يكفي لتحقيق الغاية المرجوة من التطبيع العربي معه.
وضم الاجتماع قائد الجيش الأردني يوسف الحنيطي ووزير دفاع سلطة اﻷسد علي محمود عباس ورؤساء المخابرات من البلدين، وبحسب بيان الخارجية الأردنية، فإن المسؤولين “بحثوا التعاون في مواجهة خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها والجهات التي تنظم وتنفذ عمليات التهريب عبر الحدود”.
يتأثر الأردن سلباً بشكل خاص بملف الكبتاغون السوري، ففي البداية كان بمثابة نقطة تحويل للحبوب المتجهة إلى الخليج العربي، “لكن الأردنيين أصبحوا مستهلكين للكبتاغون بشكل متزايد”، وهي مادة تسبب الإدمان بشكل كبير ويزداد تأثيرها الضار على الشباب الأردني.
على مدى العامين الماضيين، اتخذت عمان خطوات لتشديد الرقابة على الحدود، ففي يناير / كانون الثاني 2022 على سبيل المثال، وضعت السلطات الأردنية سياسة “إطلاق النار للقتل” على طول الحدود، وقد أدى ذلك إلى عدة اشتباكات على الحدود في الأشهر الأخيرة.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لشبكة CNN في مايو / أيار إن المملكة “لا تستخف بتهريب المخدرات” وهي مستعدة “لفعل ما يلزم لمواجهة هذا التهديد، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا”.
وبعد أسبوع من ذلك نفذ الأردن غارات جوية نادرة في جنوب سوريا استهدفت زعيم مخدرات بارز ومصنع مخدرات في محافظة درعا القريبة.
لا تزال حرب الأردن على مخدرات اﻷسد مستمرة، فقد أسقط الجيش الأردني في 24 يوليو / تموز طائرة مسيرة في مجاله الجوي تحمل كيلوغرامين من مادة الميثامفيتامين الكريستالية من سوريا، وأسقطت القوات الأردنية بالفعل عدة طائرات بدون طيار محملة بالمخدرات هذا الصيف.
المخدرات توفر المليارات من العائدات للأسد، ويشارك في الإتجار بها العديد من كبار مسؤولي سلطته بشكل مباشر وقد “برزت سوريا كدولة مخدرات كاملة”، لكن “النبأ السار هو أن واشنطن تتخذ خطوات لمواجهة التحدي”.
وبدأت تلك الخطوات عندما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية في مارس / آذار عقوبات على المشاركين في “إنتاج أو تصدير الكبتاغون”، وفي حزيران (يونيو) ، قدمت وزارة الخارجية إستراتيجية أقرها الكونغرس لمكافحة تجارة المخدرات بسوريا.
ولكن “النبأ السيئ” – تضيف الصحيفة – هو أن “إدارة بايدن لا تزال تؤيد ضمنياً إعادة إشراك الأسد، طالما أن الحكومات العربية تحصل على شيء في المقابل”، كما قالت مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف في مارس/ آذار، لأنه إذا كانت الإدارة جادة في كبح تهريب المخدرات التي يسيطر عليها اﻷسد فعليها اتخاذ خطوات لمعاقبته وعزله.
وأكد التقرير على الحاجة إلى جهد حكومي أوسع من جانب واشنطن حيث “يتعين على البنتاغون العمل بشكل أوثق مع الجيش الأردني لاستهداف المخدرات على حدوده، ويمكن للكونغرس أيضاً المساعدة من خلال فرض عقوبات جديدة على مهربي المخدرات المرتبطين باﻷسد”.