خضر السوطري
من معاني الهجرة :
لم تكن الهجرة ضرباً بالدفوف فقط وطلع البدر علينا . بل كانت سلسلة من المعاناة والملاحقات لنبيّ مرسل ومحاولات لقتله .
وحتى عندما وصل إليه سراقة موعوداً بالعطاء لقتله ويصل إليه ويتدخل القدر الرباني فتغوص قوائم الفرس فيقول:
ارجع سراقة كي تنال هديةً
منا سواري ذلك الولهانِ
كسرى عظيم الفرس فلتبشر بها
ولسوف تبلى دولة الرومان
وكان من منهجيته الأخذ بكل أسباب الدنيا حتى أنه استأجر دليلاً مشركاً وتعميته في جهة المسير فكانت هجرته درساً في الأخذ في الأسباب وكانت أيضاً درساً في المعية الربانية والتدخل الربانيّ كيف وقد كانا والصدّيق في الغار مختبئين يقول لصاحبه لاتحزن إنّ الله معنا.
في ذكرى الهجرة نحن بحاجة للمراجعة في المنهج والعمل والفكرة تجنيباً لأنفسنا الوقوع في مطبات الفهم الخاطيئ للسيرة النبوية ..
أتحدث وملايين من الشعب السوري ينتشر مهاجراً ترك أرضه وعزّه وأهله وربما العائلة الواحدة تشرذمت بأصقاع مختلفة
وأعيد القول إذا لم نأخذ بالاسباب وحساب القوى حقيقةً والتوحد وتحسين العلاقة مع الله فلن تكون معية ولن يكون نصر ..
إلا ذلك المهاجر الصادق والذي أحسن النية( فهجرته إلى ما هاجر أليه) ستتحول هجرته فرحاً وتنقلب سعةً.
*وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100)
نعم ستكون سعة وستكون مراغمة وسيكون فرج وهذا لكل من صدق في نيته.
وإلى المجموعات وأصحاب مشاريع التحرر والعودة للوطن ومقارعة الطغيان : راجعوا حساباتكم وخذوا بالأسباب وتوكلوا على الله ولا تتوقعوا نصراً يتنزل هكذا فلابد من سنة التدافع.
ولا تتوقعوا أحداً التحرير عنكم.
وكأني بعد فترة ستتوقف الأحزان ويحل السلام في بلادنا وتتحق الأحلام وليس ذلك على الله بعزيز.
وإلى كل صاحب مشروع صادق من أجل الوطن لا تيأس ولا تحزن ولا تتوقف فأنت بالمعية الربانية.