كشف تقرير عن سعي عشرات آلاف السوريين للانضمام إلى مرتزقة “فاغنر” من أجل القتال مقابل المال، بسبب ارتفاع معدلات الفقر بمناطق سيطرة اﻷسد.
وقال موقع “نيوز ري” الروسي، إن الأسد أعلن قبل 3 أشهر أن بإمكان من يودون الانضمام إلى جانب موسكو التقدم مباشرة إلى الجانب الروسي، كما أكدت وسائل إعلام عربية وغربية انضمام عشرات الآلاف من السوريين إلى الحرب الروسية على أوكرانيا.
ونقل الموقع عن مصادر عربية قولها إن أكثر من 40 ألف مقاتل سوري أعربوا عن رغبتهم في الانضمام إلى روسيا، فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو رسمياً أن أكثر من 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط أعربوا عن رغبتهم في الذهاب إلى أوكرانيا لمؤازرة القوات الروسية، بحسب ما ترجمه “الجزيرة نت” عن الموقع الروسي.
وتؤكد منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، أن الكثير السوريين في مناطق سيطرة اﻷسد باتوا مضطرين للمشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا لتلقي أموال وهي الفرصة الوحيدة لتأمين حياة مناسبة، حيث يحصل المتطوعون السوريون في ساحة الحرب على مبالغ مختلفة تعتمد على الخبرة والكفاءة وقرب الخدمة من الخط الأمامي.
ويجني المنضمون إلى فاغنر من السوريين حوالي 7 آلاف دولار عن كل 7 أشهر من النشاط داخل أراضي أوكرانيا، بينما “تزعم مصادر أخرى أن الراتب الشهري يناهز 3 آلاف دولار”، وخلال مدة قتال “المتطوع” إلى جانب روسيا، تُزوّد عائلته في المنزل بمواد غذائية، وفي حالة وفاته تتلقى عائلته تعويضات تناهز 15 ألف دولار.
وأكد زاجوني نقلاً عن محللي المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية أن الشرطين الرئيسيين للاختيار هما: امتلاك المتطوع خبرة في العمليات القتالية، وأن يكون عمره بين 23 و43 عاماً، موضحاً أن المقاتلين الأكثر خبرة من المجموعات القتالية الذين درّبهم الجيش الروسي في سوريا، ويتقنون اللغة الروسية، هم فقط من اجتازوا الاختبار النهائي.
وأغلب هؤلاء هم بالأساس من مقاتلي الفيلق الخامس والفرقة 25 المسماة بــ”قوات النمر”، كما اجتاز بعض عناصر ميليشيا “لواء القدس” التابعة لسلطة اﻷسد الاختبار أيضاً.
بعض السوريين لم يصل إلى جبهة القتال
أقر المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، في مارس/آذار من العام الماضي، بأن الجيش الأميركي لم يلاحظ تدفقاً للمرتزقة السوريين المستأجرين أو المجندين إلى روسيا، وقد فسرت واشنطن ذلك بتجاهل بعض المتطوعين المتطلبات اللازمة، بينما طرحت الوكالات العربية رواية أخرى اعتبرت أن روسيا لم تخصص الموارد الكافية لإعادة تدريب عشرات الآلاف من السوريين الذين اعتادوا على ظروف الحرب الأخرى.
وذكرت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن روسيا لا تحتاج إلى هذا العدد الكبير من المتطوعين السوريين، الذين لا يمكنهم تغيير موازين الصراع بسبب حاجز اللغة، بل بالعكس يرى عدد من المحللين أن وجودهم يعيق المهام القتالية، وبحسب المؤسسة، لا يستطيع هؤلاء القيام سوى ببعض أبسط المهام، مثل حراسة المنشآت أو التنظيف.
وبحسب مصادر “ميدل إيست آي” في دمشق، فإن السوريين الذين انضموا إلى جبهة الحرب في أوكرانيا، يعملون بشكل أساسي في حماية المواقع في لوغانسك ودونيتسك، وفي هذا الصدد، ينقل الكاتب عن مصدر لم يكشف عنه قوله: “السوريون لم ينخرطوا في قتال حقيقي، فهم يؤدون بشكل أساسي مهام لوجستية بالقرب من خط المواجهة”.