دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إزالة اﻷسباب التي سببت خروج اللاجئين من بلدانهم، كحل وحيد لهذه المأساة التي تعاني منها عدة دول حول العالم، بما في ذلك سوريا، فيما أكد الائتلاف الوطني المعارض والشبكة السورية لحقوق اﻹنسان، أن بقاء اﻷسد في السلطة هو سبب تفاقم اﻷزمة.
وقال أردوغان في رسالة نشرها بمناسبة يوم اللاجئين العالمي، الذي صادف أمس الثلاثاء، إن عدد الُمهجّرين من ديارهم حول العالم اقترب من 110 ملايين، والناس في أنحاء مختلفة من العالم يضطرون إلى الهجرة لأسباب مثل الإرهاب والصراع والحرب الأهلية والمجاعة، مؤكداً على أن تركيا ترى وجوب “حماية حياة الإنسان وكرامته بجانب حماية أمنها”.
ولفت إلى “دعم عودة آمنة وطوعية ومشرفة بحق اللاجئين إلى وطنهم وتنفيذ المشاريع اللازمة لذلك”، رافضاً ما أسماها “العقلية المتغطرسة التي تعود جذورها إلى الاستعمار”، والتي كان لها تأثير كبير في تحويل البحر المتوسط إلى “مقبرة كبيرة للاجئين”، مطالباً “البلدان التي تقدم دروساً في حقوق الإنسان والديمقراطية للجميع ما عدا أنفسهم”، بأن يتحملوا المسؤولية.
وأشار إلى “المأساة الإنسانية التي حدثت على الملأ في بحر إيجة الأسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها مئات الأبرياء، معظمهم من الأطفال”، معتبراً أن تلك الواقعة هي “آخر مثال مخجل على ذلك”.
وحول كيفية حل قضية اللاجئين والهجرة والتهجير القسري، اعتبر الرئيس التركي أن ذلك يكون من خلال القضاء على الأسباب التي تؤدي إليها، مضيفاً أن بلاده “حمت الفارّين من الظلم منذ قرون دون تمييز، وأظهرت مرة أخرى نفس الموقف بمواجهة أزمات المنطقة، وخصوصاً في سوريا وأوكرانيا”.
من جانبه قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون إن حل قضايا اللاجئين هو من مسؤولية المجتمع الدولي بكامله، حيث “يشكل اللاجئون أكبر قضية من قضايا حقوق الإنسان في عصرنا”.
وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر، أن من تمت مصادرة أراضيهم قسراً، وأجبروا على تأسيس حياة جديدة في منطقة جغرافية مختلفة، فإن “استعادتهم لحياة كريمة مجدداً هي مسؤولية سياسية وأخلاقية للمجتمع الدولي”.
كما نشر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، بياناً بهذه المناسبة أكد من خلاله أن “ادعاء سلطة الأسد توفير بيئة آمنة للسوريين هو كاذب ونقيض ما يحصل في البلاد”، مضيفاً أنه يجب “العمل دولياً بشكل جماعي لحل قضية اللاجئين عبر تطبيق القرارات الدولية”.
وشدّد البيان على أن الأسد هو المسؤول الرئيسي عن موجات هجرة السوريين، بسبب منهج الإبادة الذي يمارسه بدعم حلفائه ضد الشعب السوري.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد طالبت في بيان لها أمس بفتح تحقيق في حادثة غرق المهاجرين قرب اليونان، مؤكدة أن 28 سورياً كانوا من بين الضحايا، وأن “الانتهاكات التي مارستها سلطة اﻷسد وبقية أطراف النزاع، تسببت في تشريد نصف الشعب السوري ما بين نازح ولاجئ”، وأنه “ما زال هناك عشرات الآلاف الذين يرغبون في اللجوء بسبب استمرار الانتهاكات”.
وتحتفل الأمم المتحدة في العشرين من حزيران في كل عام، بيوم اللاجئين العالمي بهدف “زيادة الوعي بقضاياهم في جميع أنحاء العالم وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها”.