غرق ما لا يقل عن 79 مهاجراً، في حصيلة أولية، وفقد مئات آخرون بعد انقلاب قاربهم في عرض البحر قبالة سواحل اليونان، في إحدى أكثر الحوادث مأساويةً في ملف طالبي اللجوء إلى أوروبا.
وذكرت وكالة “رويترز” أن المعطيات تشير إلى أن القارب غادر من ليبيا الثلاثاء، قبل أن يغرق في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس الأربعاء، فيما يستمر البحث عن مهاجرين ناجين، من بين حوالي 750 شخصاً كانوا على متن السفينة التي يتراوح طولها بين 20 و 30 متراً فقط، وفقاً لتقديرات منظمة “فون” الخيرية الأوروبية لدعم الإنقاذ.
وقالت شبكة الإنذار “فون” التي تدير مجموعات عبر أوروبا تدعم عمليات الإنقاذ، إنها تلقت تنبيهات من أشخاص على متن سفينة في خطر قبالة اليونان في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وذكرت في منشور على “تويتر”: “وفقا للناس، كان هناك 750 شخصاً مهاجرين على متنها … نسمع الآن تقارير عن غرق سفينة ونخشى أن تكون صحيحة”.
من جانبها رفضت اليونان التكهن بعدد الركاب، وأعلنت أمس الأربعاء، الحداد لمدة 3 أيام بعد حادثة الغرق، فيما قدرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن العدد يصل إلى 400 كانوا مهاجرين إلى أوروبا.
ونقلت “رويترز” عن “مسؤول بوزارة الشحن تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته”، أن معظم من كانوا على متن القارب كانوا مهاجرين من مصر وسوريا وباكستان.
وتمّ حتى منتصف نهار أمس إنقاذ 104 أشخاص؛ وكان من المقرر أن تستمر عمليات البحث والإنقاذ خلال الليل، حيث قامت الطائرات العسكرية بنشر مشاعل لإضاءة مياه البحر الأبيض المتوسط حول موقع الحطام على بعد حوالي 50 ميلاً (80 كم) جنوب غرب مدينة بيلوس الساحلية جنوب اليونان.
وتم نقل الناجين إلى ميناء كالاماتا اليوناني بالقرب من بيلوس، و”كان من المتوقع أن تنقلهم وزارة الهجرة إلى معسكر خارج أثينا”، وفقاً للوكالة.
ووُصف حطام السفينة بأنه الأكثر دموية منذ سنوات قبالة اليونان، وقالت الإذاعة اليونانية الحكومية إن القارب كان في طريقه إلى إيطاليا من مدينة طبرق الليبية،
وقال المتحدث باسم خفر السواحل اليوناني “نيكوس أليكسيو”، في تصريح لتلفزيون “ميغا” اليوناني، إن السلطات لا تعرف عدد الذين كانوا على متن القارب، لكنها ذكرت أنه كان مزدحماً، وأن وكالة الحدود الأوروبية فرونتكس رصدت القارب لأول مرة يوم الثلاثاء في المياه الدولية جنوب غرب بيلوس، ثم نبهت السلطات الإيطالية اليونان إلى وجوده.
وقالت شبكة إنذار “فون” إنها أبلغت السلطات اليونانية وفرونتكس والقسم اليوناني لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت متأخر من بعد ظهر يوم الثلاثاء.
وكان 96 شخصاً قد لقوا مصرعهم في شباط/ فبراير عندما اصطدم قاربهم الخشبي بالصخور على ساحل كالابريا الإيطالي خلال عاصفة قوية.