يعاني المزارعون في منطقة منبج بريف حلب الشرقي من مشاكل كثيرة تهدد إنتاجهم، وتجعلهم في حالة صراع مستمر مع الواقع، وفقاً لما تؤكده المصادر المحلية.
وذكر موقع “نورث برس” المقرب من قوات “قسد” التي تسيطر على المنطقة، أن زراعة الخضار في الوقت الحالي، تمثل “كابوساً مستمراً” للمزراعين، بسبب نقص مياه الري وعدم توفر الكهرباء، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج التي لا تتناسب مع سعر البيع.
وتعاني مناطق سيطرة “قسد” حالها حال مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، من ارتفاع أسعار الأسمدة وانعدامها أحياناً وارتفاع أجور النقل.
ويقول أحد المزارعين “ناصر بزراعة” إنه زرع أرضه بالخضروات الصيفية هذا العام، لكنه مجبر على ذلك لتعويض خسارة تعرض لها في الموسم الشتوي، ويخاف من قلة الدعم بالمحروقات وقلة مياه الري.
أما “ناصر إبراهيم” فقد أكد أن زراعة الخضروات الصيفية “مغامرة”، لأنها “أكثر عرضة للتلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، خاصة إذا لم تتوفر لها مياه الري الكافية”، فهذه الزراعات “تحتاج إلى جهد أكبر من المزارع للحفاظ على ديمومتها”.
ويشتكي الفلاحون بمنطقة منبج من قلّة الإنتاجية، فيما يرغبون بزراعة أصناف مثل البامية والملوخية والفليفلة والخيار والبندورة، ﻷنها غالباً ما تحقق أسعار بيع جيدة تعود بالفائدة عليهم.
ويؤكد “غالبية المزارعين في منبج” أنهم يعانون أحوالاً معيشية قاسية، وقليلٌ منهم من يستطيع الزراعة صيفاً بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج، خاصة المحروقات والأيدي العاملة وأجور النقل، في ظل ندرة المياه.
كما يشتكي الفلاحون من تحكم سماسرة “سوق الهال” بأسعار منتجاتهم وشرائها أحياناً بسعر يقل عن التكلفة، بينما يحاول الكثير منهم تدارك الخسارة التي لحقت به في الموسم الشتوي.
يشار إلى أن واقع الزراعة في منطقة شمال شرق سوريا تراجع بشكل كبير خلال اﻷعوام الماضية، رغم كونها مصدراً مهماً للإنتاج الزراعي.