ينطلق اليوم الاجتماع اﻷول لمبادرة جديدة تجمع عدداً كبيراً من منظمات المجتمع المدني السوري، “يقودها ويموّلها سوريون”، في محاولة لتوحيد الجهود المدنية، “بعيداً عن التأثير السياسي”؛ وفقاً للقائمين عليها.
وبدأ التحضير ﻹطلاق المبادرة يوم أمس الاثنين، فيما يجتمع اليوم ممثلون عن 150 منظمة في معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس، لوضع أسس المبادرة التي تمت تسميتها “مدنية”، حيث عرّفها القائمون عليها بأنها “مبادرة سورية مستقلة تهدف إلى حماية الفضاء المدني السوري وتعزيز فاعليته في منصات صنع القرار ودعم الدور الريادي للمجتمع المدني في بناء مستقبل سوريا”.
ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع عدد من المؤسسات السورية إلى جانب مجموعة من المبعوثين الخاصين إلى سوريا، وفقاً لبيان المبادرة، الذي أكد أنها “ليست بديلاً عن أي جسم سياسي قائم”.
وانطلقت الفكرة بعد قيام ولي العهد البريطاني السابق وهو الملك الحالي “تشارلز الثالث” بتعزية السوريين بضحايا الزلازل الذي ضرب كلاً من سوريا وتركيا في شباط الماضي، حيث “واجه المجتمع السوري المعارض المقيم ببريطانيا مشكلة المكان والجهات المراد منها تمثيل الشعب السوري، فتبرع رجل اﻷعمال السوري أيمن الأصفري بمبلغ تم من خلاله تحضير المكان والترتيبات اللوجستية ودعوة عدد من المنظمات لاستقبال تشارلز لتسهيل مهمته في تقديم العزاء”، بحسب ما نقله موقع “نينا برس” عن “مطلعين على المبادرة وعاملين فيها”.
ووفقاً للبيان فإن المبادرة “بعيدة عن التأثير السياسي واﻷجنبي”، وهي تجمع “اﻷفراد الذين يؤمنون بقيم مدنية”، مع “عدم الرغبة في الحلول محل اﻷجسام المنخرطة بالعملية السياسية”، مع “قبول التعقيد وعدم اليقين” المبني على أن “الوضع السوري معقد جداً وما من حلّ مبسّط لجميع الملفات”.
وتهدف المنظمات المجتمعة من منصتها إلى “تعزيز فاعلية صنع القرار عبر مجلس إدارة يضم 26 عضواً يتم تغيير ثلثهم فقط كل ثلاث سنوات”.
وكانت فكرة “مدنية” قد أُطلقت منذ عامين، إلا أن تكثيف الجهود اليوم يأتي تزامناً مع تسارع خطوات التطبيع مع سلطة اﻷسد.