أثارت اﻷنباء اﻷخيرة حول ضرب المسيرات اﻷوكرانية لأهداف داخل العاصمة الروسية صدىً واسعاً بين المحللين المتابعين للحرب الدائرة باتجاه كييف، وسط ما يبدو تعثراً جديداً للروس، وزيادةً في الدعم الغربي للأوكرانيين.
ووقع هجوم بطائرة بدون طيار استهدف موسكو يوم أمس الثلاثاء، دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للخروج واﻹدلاء بتصريحات حوله، في مؤشر على أهمية الحدث.
ويقول محللون غربيون إن الحادثة تكشف عن ثغرات صارخة في دفاعات روسيا الجوية، وتؤكد ضعف العاصمة موسكو مع تعرض المزيد من الأراضي الروسية للنيران وسط توقعات بهجوم مضاد أوكراني، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“.
وأثار الهجوم، الذي ألحق أضرارا طفيفة بثلاثة مبان سكنية في موسكو، غضب الصقور في روسيا، الذين انتقدوا بوتين بشدة والضباط العسكريين لفشلهم في حماية قلب الكرملين على بعد أكثر من 500 كيلومتر من خط المواجهة.
وقالت وزارة الدفاع إن القوات أسقطت خمسة من ثمانية طائرات مسيرة شاركت في الغارة على موسكو، بينما تعرضت ثلاث طائرات أخرى للتشويش وأجبرت على الانحراف عن مسارها، فيما زعمت بعض وسائل الإعلام والمدونين الروس مشاركة عدد أكبر من الطائرات بدون طيار.
وجاء الهجوم بعد ضربة بطائرة مسيرة في الثالث من الشهر الجاري على الكرملين ألحقت أضراراً طفيفة بسقف القصر الذي يضم أحد مساكن بوتين الرسمية، فيما تحطمت طائرات مسيرة أخرى قرب موسكو.
وتُصر السلطات الروسية على وصف ما يجري بأنه “محاولات أوكرانية فاشلة لمهاجمة المدينة ومنشآت البنية التحتية في الضواحي” وإخافة السكان، لكن كييف لم تعلق رسمياً على تلك الهجمات.
وكانت منطقة بيلغورود الحدودية الروسية هدفاً لواحدة من أخطر الغارات عبر الحدود منذ بدء الحرب، في الأسبوع الماضي، حيث أعلنت مجموعتان شبه عسكريتان من اليمين المتطرف مواليتان لأوكرانيا مسؤوليتها.
وقال مسؤولون في مدينة كراسنودار بجنوب روسيا بالقرب من شبه جزيرة القرم إن طائرتين بدون طيار قصفتا المكان يوم الجمعة وألحقتا أضراراً بمباني سكنية، وأثارت الهجمات أيضاً دعوات لتعزيز حدود روسيا.
واعتبر الرئيس الروسي في خطاب وجهه للشعب أمس أن الهجوم الأوكراني بطائرات مسيرة على موسكو هو “عملية إرهابية هدفها استفزازي”، وأن “هدف كييف هو ترهيب السكان في روسيا”، في محاولة للتقليل من شأن الحدث.
كما هاجم “بوتين” حلف “الناتو” معتبراً أنه “خدع روسيا بتعهداته عن عدم التمدد نحو الشرق وحاول ضم أوكرانيا”، وأن ما وصفه بـ”الإقليم الذي يسمى أوكرانيا” أصبح في السنوات الأخيرة “مقراً لأشخاص مرتبطين بمصالح الغرب والذين أسسوا نظاماً معادياً لروسيا”.
وادعى الرئيس الروسي أن أنظمة الدفاع الجوي “عملت بشكل طبيعي وبكفاءة أثناء الهجوم بالطائرات المسيرة”، مضيفاً بالقول: “واجهنا مثل هذه الهجمات في سوريا على الرغم من أن حجم العاصمة الروسية لا يقارن مع المدن السورية”.
وأعلن “بوتين” عن “تدمير روسيا للمقر الرئيسي للاستخبارات العسكرية الأوكرانية”، ومقراً قال إن المخابرات الغربية تستخدمه في أراضي أوكرانيا.
يُشار إلى أن قائد مجموعة “فاغنر” العسكرية، انتقد منذ أيام قليلة، في مقطع مصور، أداء القوات الروسية في المعركة، وهاجم بشتائم وألفاظ نابية مسؤولين وضباطاً كباراً بمن فيهم وزير الدفاع سيرغي شويغو.