قالت وسائل إعلام تركية، اليوم الأحد، إن حسابات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي تنشر معلومات مضللة عن اللاجئين السوريين في تركيا، بالتزامن مع بدء التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وقالت وكالة “الأناضول” التركية، إن المعلومات المضللة التي تنتشر من خلال حسابات مجهولة، ثبتت في كثير من الأحيان أنها خاطئة.
ويُشير الخبراء – حسب الوكالة – إلى أن الأخبار الكاذبة حول 4 ملايين لاجئ سوري في تركيا، والتي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي عبر حسابات مجهولة أثارت اعتداءات عنصرية.
المحاضر في قسم العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة إسطنبول، الباحث في جامعة إسطنبول، “بكير بيرات أوزبيك”، أوضح أن الأخبار المتعلقة بالسوريين في وسائل الإعلام التركية “كانت في الغالب بعيدة عن الحياد، وتعاني من عدم وجود تغطية مسؤولة”، مضيفاً أنه “غالباً ما تستعير لغة الأخبار المصطلحات المستخدمة في المقالات المتعلقة بالحروب والكوارث، وغالباً ما يكون اللاجئون موضوع خطاب ازدرائي”.
وأضاف أن وسائل الإعلام في تركيا “غالباً ما تتعامل مع اللاجئين على أنهم مجتمع غير مرئي، بينما تتجه وسائل التواصل الاجتماعي إلى التمييز الصارخ أو العنصرية أو الطائفية أو الإسلاموفوبيا أو كراهية العرب عندما يتعلق الأمر باللاجئين”.
كما أكد الباحث التركي أن “الطبيعة المجهولة لوسائل التواصل الاجتماعي، والحسابات المجهولة تجعل عملهم أسهل”.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أسوأ، حيث يمكن التلاعب بها بسهولة، مبيّناً أن “الأخبار الكاذبة والمعلومات المتعلقة باللاجئين السوريين ما زالت تتداول حتى بعد ثبوت زيفها، وفي أغلب الأحيان يتم دفن المعلومات الصحيحة تحت وطأة المعلومات الكاذبة”.
وحذّر من أن “الخطر الحقيقي يكمن في العنف المحتمل ضد اللاجئين”، مؤكداً أن اللاجئين السوريين تعرضوا لجهمات في مدن مختلفة في تركيا، بناء على شائعات عن تورطهم في قضايا اغتصاب أو قتل ضد السكان المحليين.
وأكد أنه “حتى إذا كانت المعلومات المضللة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تهدف بشكل مباشر إلى ذلك، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى موجة من الكراهية، ويمكن استخدامها كذريعة في الهجمات”.
“أوزبيك ” أعرب عن “أسفه من حقيقة أنه لم يتم توضيح بشكل جيد أن اللاجئين لا يمثلون عبئاً اقتصادياً على تركيا”، لافتاً إلى أن “الدعاية اليمينية المتطرفة ضد اللاجئين تركز على الادعاء بأن تركيا تنفق بسخاء على رعاية اللاجئين، وتفضلهم على المواطنين الأتراك الذين يعيشون في ضائقة شديدة”.
كما نوّه إلى أن “اللوم يقع على أحزاب المعارضة التركية، التي تتحول إلى الاستفزاز لتغذية التحيز الحالي ضد اللاجئين”، موضحاً أن “المعارضة تعرف أنه لا يتم تخصيص مورد إضافي للاجئين، وهم يعرفون أن أطفال اللاجئين لا يتم قبولهم في الجامعات مجاناً كما تدعي الأخبار الكاذبة، لكنهم يحافظون على سياستهم في التضليل، مما يعمق التحيز”.
ويأتي هذا التحريض في الوقت الذي يُركز فيه المرشح الرئاسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، “كمال كليتشدار أوغلو”، ضمن حملته على وعود بترحيل اللاجئين السوريين فور وصوله إلى السلطة.