جدّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التأكيد على رفض بلادها للتطبيع العربي مع اﻷسد، داعيةً الدول العربية إلى عدم تجاهل وحشيته تجاه السوريين، وذلك في معرض زيارتها لدولة قطر بالخليج العربي.
ووصلت بيربوك مساء أمس إلى الدوحة قادمةً من جدة، حيث أبلغت المسؤولين السعوديين برسالة مشابهة، وتأتي زيارتها لمناقشة عدة ملفات مشتركة بين ألمانيا والخليج، إلى جانب استباق القمة العربية المقبلة التي قد يشارك فيها بشار اﻷسد، بينما ترفض الدول الغربية عودته للجامعة.
وقال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية، من العاصمة القطرية الدوحة، إن بلاده لم تغيّر موقفها من ملف القضية السورية، لكنها “لا تريد الخروج عن الإجماع العربي تجاه عودة سلطة اﻷسد إلى الجامعة العربية”.
وأضاف قائلاً: إن “الانتقادات التي قد تطلق على أسس جزافية لا نعطيها أي اعتبار”، مؤكداً أن الدوحة “أوضحت موقفها بشأن اتخاذ قرار عودة اﻷسد للجامعة العربية”، وبينت أن “الحل الوحيد هو إيجاد حل عادل وشامل للمسألة السورية يرضي الشعب السوري”.
وأكد آل ثاني أن “المسألة ليست بين قطر وسلطة اﻷسد بل بين نظام الحكم وشعبه”، وأن الموقف من سوريا مرتبط بما يحقق تطلعات الشعب السوري، فيما “لا تزال الأسباب التي دعت إلى تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية قائمة”.
من جانبها دعت وزيرة الخارجية الألمانية إلى أن “يعيش الشعب السوري في أمان واستقرار”، وأن تكون هناك عملية سياسية في سوريا، مؤكدةً أنه “من غير الممكن للجامعة العربية أن تتجاهل وحشية الأسد بعد عودته إلى الجامعة”.
وتُعتبر هذه أول زيارة لمسؤول ألماني رفيع المستوى لقطر منذ الانتقادات التي وجهتها برلين للدوحة، بسبب استضافتها لنهائيات كأس العالم لكرة القدم العام الماضي.
وأضافت الوزيرة أنه “من غير الممكن تجاهل ما ارتكبه اﻷسد ضد المدنيين في هذا الجوار”، فيما بدا إشارةً منها إلى قطر ودول الخليج العربي.
وقررت الجامعة العربية مؤخراً إلغاء تجميد مقعد سوريا في المنظمة، ما يعني أنه أصبح بإمكان الأسد الحضور باعتباره ممثلاً عن “الحكومة” وفقاً ﻷعضاء الجامعة.
وكررت بيربوك ما قالته أمس اﻷول في جدة، حول ضرورة عدم إعطاء انطباع بالتطبيع بدون “خطوات ضرورية من أجل الشعب في سوريا”، لافتةً إلى ضرورة اتباع نهج “خطوة بخطوة”.
وكانت بيربوك قالت قبل مغادرتها ألمانيا متوجهة إلى منطقة الخليج إنه يجب ربط “كل خطوة تجاه الأسد بتنازلات ملموسة”، وحذرت من مكافأته على “أخطر انتهاكات حقوق الإنسان التي يتم ارتكابها يومياً”.