أعرب أطراف اجتماع موسكو الرباعي المنعقد أمس عن رضاهم تجاه سير المحادثات، بالرغم من تمسك كل طرف بمطالبه ووجود مسافة كبيرة بين كل من تركيا وحلفاء اﻷسد، فيما أعلنت أنقرة عن التخطيط لإنشاء “مركز تنسيق ميداني” في سوريا، دون إيضاحات أو تفاصيل.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأسبوع الماضي، إن بلاده تخطط لإنشاء “مركز تنسيق ميداني” في سوريا بالتعاون مع سلطة اﻷسد، وذلك بعد اجتماع موسكو الرباعي في نيسان/ أبريل، بين وزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات.
وسيستهدف المركز “التنظيمات اﻹرهابية” في إشارة إلى ” قسد “، التي قال الوزير التركي إن القرار لن يُعجب داعميها فيما بدا تلميحاً للولايات المتحدة وموقفها الرافض للتطبيع بين تركيا واﻷسد.
وقال الباحث السوري وائل علوان إن المركز “هو استمرار للخط الساخن الذي كان بين روسيا وتركيا وإيران سابقاً، واليوم ستنضم سلطة اﻷسد إليه، وهذا تطور عسكري يأتي بين الجانبين بعد الاجتماعات الأخيرة بين هذه الأطراف في موسكو على مستوى وزراء الدفاع ومسؤولي الاستخبارات”.
وأضاف أن تركيا تحاول اليوم من خلال هذا المركز أن تضمن التزام سلطة اﻷسد بوقف إطلاق النار في إدلب، وعدم استمراره في الخروقات تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”، وتريد منها أن “تستجيب بشكل فعلي للجهود التركية في مكافحة الإرهاب، والمقصود بها المجموعات التابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال وشرق سوريا ( قسد )”.
واعتبر علوان أن “تركيا تحاول ضمان واستقرار شمال سوريا أمنياً وعسكرياً، لتكون هذه المنطقة مأوىً يعود إليه اللاجئون بدل أن تكون طاردة لهم”، وذكر أن “موافقة اﻷسد على الدخول في هذا المركز تعني عدم مطالبته بالانسحاب التركي من شمالي سوريا، ولقاء وزراء الخارجية يعني أن تركيا ضمنت أقل مطالبها قبل الدخول في التطبيع السياسي”.
هل ستلتزم سلطة اﻷسد باتفاقاتها؟
يرى الباحث في مركز جسور للدراسات أن دخول سلطة اﻷسد في مركز التنسيق يأتي بضغوط من روسيا التي “تحاول إنجاح مسار التطبيع التركي”، لكنه “لا يتوقع الكفّ عن خرق وقف إطلاق النار، ولا اتخاذ خطوات ضد قسد، ولا اتخاذ خطوات تتعلق بعودة اللاجئين”.
كما استبعد أن تلجأ تركيا إلى وسيلة ضغط على الأسد خارج العلاقات التركية – الروسية، “لأن طبيعة العلاقات بين الطرفين في العديد من الملفات تتيح لتركيا الضغط من خلال روسيا”، كما من المتوقع في المقابل أن تؤثر إيران أيضاً على سلطة اﻷسد، حيث “تسعى طهران دائماً لعدم رضوخ اﻷسد بشكل كامل للضغوطات الروسية التي تعارض مصالحها”.
وبالنسبة لعلوان فإن تركيا “لم تكن عجولة لتحقيق التطبيع السياسي أو عقد الاجتماعات السياسية قبل أن تصل إلى مكتسبات وإن كانت أولية على المستوى الميداني والمستوى الأمني والعسكري”، وتحاول اليوم من خلال مركز التنسيق أن تضمن استقرار المنطقة، فهي “تريد إجراءات ميدانية حقيقية على الأرض”.
يُذكر أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أعلن مؤخراً عن غرفة أمنية للتعاون مع سلطة اﻷسد، وهي تماثل ما أعلن عنه أكار تحت مسمى “مركز التنسيق الميداني”.