وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 99 مدنياً في سوريا خلال شهر نيسان المنصرم؛ بينهم 8 أطفال و7 نساء، معظمهم قضوا أثناء البحث عن “الكمأة” في البادية وسط البلاد.
وذكر تقرير الشبكة الصادر اليوم اﻹثنين أن عدد من لقوا حتفهم من عمال جني “الكمأة” يمثل قرابة نصف الضحايا المدنيين الذين تم توثيقهم في سوريا منذ مطلع عام 2023.
وأضاف أنَّ سلطة اﻷسد لم تُسجل مئات آلاف المواطنين الذين قتلهم منذ آذار 2011 ضمن سجلات الوفيات في السجل المدني، وأنها تتحكم بشكل متوحش بإصدار شهادات الوفاة، ولم تتَح ذلك لجميع أهالي الضحايا الذين قتلوا، ولا لأهالي المفقودين والمختفين قسرياً، واكتفت بإعطاء شهادات وفاة لمن تنطبق عليه معايير الأجهزته الأمنية.
وأشار إلى أن الغالبية العظمى من الأهالي غير قادرين على الحصول على شهادات وفيات، خوفاً من ربط اسمهم باسم شخص كان معتقلاً وقُتل تحت التعذيب، و”هذا يعني أنه معارض”، أو “تسجيل الضحية كإرهابي إذا كان من المطلوبين للأجهزة الأمنية”.
وأضاف التقرير أن وزير العدل في سلطة اﻷسد أصدر التعميم رقم 22 في 10/ آب/ 2022 القاضي بتحديد إجراءات حول سير الدعاوي الخاصة بتثبيت الوفاة ضمن المحاكم الشرعية، وتضمن التعميم 5 أدلة يجب التأكد من توفرها من قبل القضاة ذوي الاختصاص في الدعاوى الخاصة بتثبيت الوفاة، كما أوجب على جميع المحاكم ذات الاختصاص بقضايا تثبيت الوفاة التقيد بما ورد في التعميم الذي تضمن فرض الموافقة الأمنية على الجهات القضائية لتثبيت دعاوى الوفاة.
وقالت الشبكة إنَّ شهر نيسان شهد ارتفاعاً في حصيلة الضحايا مقارنةً ببقية الأشهر في عام 2023، وقد وثق التقرير مقتل 99 مدنياً بينهم 94 ضحية على يد جهات أخرى أي ما يعادل 95 % من نسبة ضحايا شهر نيسان، لتصبح حصيلة الضحايا على يد جهات أخرى منذ بداية عام 2023 هي 258 مدنياً أي أن ما يعادل 75 % من ضحايا عام 2023 قضوا على يد جهات أخرى.
ويعود السبب لكثرة حالات القتل أثناء جني الكمأة، إضافةً إلى وقوع ضحايا جراء انفجار الألغام، كما تسبب الانفلات الأمني في العديد من المناطق في وقوع الكثير من حوادث القتل بالرصاص من قبل جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
ووفقاً للتقرير فقد شهدَ نيسان استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة من سوريا، حيث وثق مقتل 32 مدنياً بينهم 3 أطفال و4 سيدات، لتصبح حصيلة الضحايا بسبب الألغام منذ بداية عام 2023 هي 77 مدنياً بينهم 16 طفلاً و7 سيدات.
وأضافَت الشبكة أنَّ سبعة مدنيين قضوا جراء انفجار لغم أرضي تمت زراعته من قبل جهة لم تتمكن من تحديدها وذلك أثناء قيامهم بالبحث عن “الكمأة”.