اعتبر “فراس” ابن “رفعت اﻷسد” أن سبب نشر الصورة اﻷخيرة لعائلة اﻷسد، هو حرصهم على نفي وجود خلافات بينهم، كرد فعل على مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” الذي فضح جزءاً من ملفاتهم.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مؤخراً صورة جماعية ظهر فيها كلّ من بشار اﻷسد وزوجته وأخوه ماهر وزوجته وأبناؤهم وعمهم رفعت، وسط عدد من أفراد العائلة.
وأثارت الصورة نقاشاً وجدلاً بين الناشطين السوريين، حول مصداقيتها ودوافع نشرها، مع عدم وجودها على المعرفات الرسمية لسلطة اﻷسد.
وفي تعليقه على الموضوع اعتبر “فراس” في منشور على صفحته بموقع “فيس بوك” أن ذلك هو رد مباشر على المسلسل، وأن “ما فعله (ابتسم أيها الجنرال)” كان أمراً مهماً، فقد “عكس الصورة تماماً على الرغم من أن سلطة اﻷسد هي من روّجت لحكاية أن والدة حافظ ورفعت هي من أنهت الخلاف بينهما، و كانت الكذبة الكبرى التي انطلت على جميع أبناء الشعب السوري و ما زال أكثرهم يردّدونها بشكل ببغائي إلى يومنا هذا”.
وأضاف أن هذه الصور “تروج لكذبة أخرى و هي أن بشار يحب عمه رفعت و عمه رفعت يحبه، بينما الحقيقة هي أن بشار الأسد لم يكره أحداً في حياته كما كره عمه رفعت، واﻷخير لم يحتقر أحدا في الدنيا كما احتقر بشار الأسد”.
ووفقاً لـ”فراس” فإن آل “اﻷسد” يريدون من خلال هذه الصور أن “يقولوا للسوريين ما أرادوا أن يقولوه لهم في الثمانينات عبر حكاية الأم التي حلت الخلاف بين ولديها: “نحن عائلة واحدة، و الدم ما بصير مي، و أنا و خيي على ابن عمي و أنا و ابن عمي ع الغريب”… و في هذه الرسالة يكمن أحد أهم أسرار النظام من حيث تركيبته الذهنية والنفسية التي حكم بها سوريا على مدى عقود”.
كما اعتبر أن هذه الصور محاولة لطمس “أسباب الخلاف بين حافظ ورفعت”، وأنها تقول للسوريين: “عليكم ألا تسألوا عن تاريخكم الحقيقي و ما جرى على أرض الواقع و ما هي نظرة حافظ أو بشار أو رفعت للشعب السوري، عليكم أن تعيشوا في الوهم كما عشتم دائماً، وعليكم أن تستسلموا نهائياً لفكرة أن آل الأسد كعائلة سوف تحكمكم إلى أبد الآبدين”.
ووجّه “فراس” خطابه للسوريين كلهم مؤكداً أن والده “رفعت” و”بشار الأسد” قد اجتمعا “فقط لأن أحدهما قد تنازل عن أحلامه بالسلطة لصالح الآخر.. هذا هو السبب الوحيد و لا سبب آخر غيره، و لو أن رفعت الأسد اليوم يفكر أن يفتح فمه بحرف واحد عن رغبته في السلطة أو ما شابه ذلك لرأيتموه في اليوم التالي إما مسجوناً أو مطروداً، و لو بادلنا بالأدوار بينهما، بنفس السيناريو و الافتراض أعلاه، لرأيتم بشار الأسد مقتولاً و مرمياً في صحراء تدمر”.
وختم بالقول: “هؤلاء لا هم لهم في الدنيا إلا السلطة، لو مات الشعب السوري كله، لو تهجر كله، لو جاع كله، لو أكل أطفال سوريا التراب، لو قتل الواحد منهم أخاه أو ابنه من أجل السلطة، المهم عندهم أن يبقوا جالسين على كراسيهم.. لا تصدقوهم مهما قالوا فهم أكذب أهل الأرض”.
وكان “رفعت” قد عاد من فرنسا إلى سوريا العام الماضي بعد تصالحه مع “بشار”، وذلك على الرغم من منعه من السفر وخضوعه لتحقيقات قضائية، فيما كشفت صحيفة “لوموند” أن علاقاته المباشرة بالمخابرات الفرنسية هي ما مكنه من الخروج دون مسائلة.