تواصل شركة “فاغنر” الروسية تجنيد المرتزقة من مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، ﻹرسالهم من أجل القتال والحراسة في مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك ليبيا وأوكرانيا حيث المعارك المحتدمة، بينما يحتاج الجيش الروسي للمزيد من العناصر البشرية مع طول خطوط الجبهات وتعدّد محاور القتال.
وأعلنت الشركة مؤخراً فتح باب التسجيل لديها في حمص وقبول المتقدمين من مختلف المناطق السورية، من أجل توقيع مجموعة جديدة من العقود، فيما ذكر موقع “السويداء 24” أن “مئات الأشخاص توافدوا من عدّة محافظات سورية، إلى منطقة “الصايد” في ريف حمص، أمس الأحد، للتسجيل”.
ونقل الموقع عن “مصدر خاص” أن التسجيل يجري في مقر شركة “الصياد” التي تعدّ واجهة شركة “فاغنر” الروسيّة في سوريا، حيث تجمهر حوالي ألفي شخص منذ مساء السبت، أمام مقر الشركة.
وتمّ اختيار بضعة مئات فقط من المتقدمين، حيث توقف الاستقطاب عند الساعة الثامنة صباحاً، وتمّ البدء بإجراء الاختبار الصحي والرياضي، والذي يعد المرحلة الثانية قبل قبول المنتسبين، بحسب المصدر.
وقال أحد الأشخاص الذين تقدموا بطلب تسجيل للموقع إن المئات كانوا ينتظرون منذ ليلة السبت الماضية أمام مقر الشركة، وأضاف أنه نجح في التسجيل وخضع لفحوصات طبية ورياضية مختلفة، ثم أبلغه مسؤول في قسم الذاتية، أنهم سيتصلون به عند تحديد موعد السفر الذي قد يستغرق بضعة أشهر.
ولفت الشخص إلى أن الإقبال الكبير من الشباب على التسجيل مع هذه الشركة الناشطة في تجنيد المرتزقة، مردّه إلى التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية، مضيفاً أن الروس يقدمون رواتباً مجزيةً قياساً بالأجور في سوريا، وحتى قياساً برواتب عناصر الميليشيات والجيش، التي لا تتجاوز 200 ألف ليرة شهرياً في أحسن الأحوال.
وحول الوجهة المحتملة قال متقدمون إن شركة “الصياد” لم تبلغ المنتسبين الجدد بشكل رسمي أين ستكون وجهتهم، لكنها نشطت على مدار السنوات الماضية في إرسال السوريين إلى ليبيا.
ويتم إخضاع المرتزقة المنتسبين لدورات عسكرية في ليبيا، ثم يتم فرزهم كحرّاس منشآت إلى مواقع عسكرية أو نفطية، توجد فيها قوات روسية، رسمية وغير رسمية، بحسب المصدر نفسه.
وكانت “فاغنر” قد فتحت باب الانتساب في العام الماضي، للراغبين في القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، مع بداية الغزو الروسي هناك، لكن الأشخاص الذين سجلوا للسفر إلى أوكرانيا عبر الشركة، لم يتم تبليغهم بموعد السفر حتى اليوم.
ومايزال نشاط الشركة يقتصر على ليبيا بخصوص المجندين من سوريا، حيث أن عمليات التجنيد لم تتوقف رغم تقليص روسيا لأعداد المرتزقة هناك العام الماضي، وتخفيض عدد الرحلات التي كانت تنقل سوريين شهرياً.
كيف يتم استقطاب المرتزقة ؟
تملك شركة الصياد قناة على تطبيق “تلغرام”، تستقطب العناصر من خلاله، وكانت أعلنت عبر القناة، فتح باب الاستقطاب يوم الأحد 16 نيسان، لإجراء اختبار القبول، وتحديد المقبولين جسدياً وصحياً.
وأشار اﻹعلان إلى أن الأوراق المطلوبة هي صور وبطاقة شخصية وبيان وضع تجنيدي، مشترطة أن يكون عمر المتقدم بين 22-46 عاماً، مؤكدةً أن مقرها الوحيد في منطقة “الصايد” بريف حمص.
وأوضحت الشركة أنه ليس لديها أي وكلاء أو وسطاء أو مكاتب في أي منطقة أو مدينة أو محافظة في سوريا، محذّرةً من “نصب واحتيال وابتزاز للراغبين” من قبل من يدّعي تمثيلها أو يختار أو يستقطب عناصر لصالحها.
وكان الاتحاد الاوروبي قد أدرج الشركة ومالكها “فواز ميخائيل جرجس”، على قوائم العقوبات، لضلوعها في تجنيد المقاتلين من سوريا إلى أوكرانيا.
وتنشط شركة “الصياد” المسؤولة عن ميليشيا “صائدو الداعش” في عمليات تجنيد المقاتلين والمرتزقة لصالح “فاغنر”، والقوات الروسية، إذ ساهمت بتجنيد آلاف السوريين منذ عام 2020.
وتمّ إرسال الغالبية منهم إلى ليبيا لحراسة منشآت تستولي عليها روسيا، برواتب شهرية تتراوح بين 700-1000 دولار أمريكي، وبعضهم لحراسة منشآت تسيطر عليها روسيا في سوريا، برواتب أدنى منها في ليبيا.