حذرت صحيفة “إلبايس” اﻹسبانية من تبعات ارتفاع معدلات الفقر في سوريا، حيث بات السكان يخشون الجوع أكثر من أي شيئ آخر.
وقال كبير مستشاري برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في دمشق، “بنيامين فلورز” إن عدد الأشخاص الذين هم على شفا انعدام الأمن الغذائي في سوريا يتزايد بسرعة.
ويؤكد برنامج الغذاء أن أكثر من 12 مليون سوري افتقدوا الأمن الغذائي وهو ما يشكل أكثر من نصف السكان، مع العلم أن هذا الرقم قد يرتفع بمقدار ثلاثة ملايين آخرين في عام 2023.
ولفت تقرير الصحيفة إلى تأثير زلازل فبراير على بعض الفئات السكانية الأكثر ضعفاً في البلاد، وكذلك مناطق زراعية مهمة، حيث “يقدم برنامج الغذاء العالمي مساعدات لـ 50٪ من أولئك الذين يزيد عددهم عن 12 مليون شخص يعانون من الجوع”.
وبسبب نقص التمويل، اضطر البرنامج إلى تقليص حجم سلال المنتجات الأساسية التي يوزعها شهرياً إلى 5.5 مليون سوري.
وقال “فلورز”: “نحن ندرج العدس، وهو بروتين نباتي، لكن يجب شراء بروتينات أخرى” من السوق، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير في السنوات الثلاث الماضية.
وأضاف مستشار برنامج الأغذية العالمي: “أخبرتني إحدى الأمهات أنها لم تتمكن من شراء اللحوم لمدة خمس سنوات”، مشيرة إلى أن هذه النسب المرتفعة من سوء تغذية الأطفال والأمهات لم يتم تسجيلها مطلقاً في سوريا، حيث وصلت إلى 25٪ في بعض مناطق البلاد.
من جانبه قال “ضاهر زيدان”، المدير التنفيذي في تركيا لاتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة (UOSSM) إن الوضع مقلق بشكل خاص في شمال غربي سوريا، حيث يتركز 4.5 مليون شخص، بما في ذلك ما يقرب من ثلاثة ملايين نازح داخلياً.
وشهدت تلك المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة زيادة في حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، وكذلك بين الأمهات الحوامل والمرضعات.
ويشرح “زيدان” قائلاً: “نحن نعمل على رفع مستوى الوعي بين الأمهات حول تغذيتهن وتغذية أطفالهن، بالإضافة إلى تقديم المكملات الغذائية وملفات تعريف الارتباط للطاقة وأنواع أخرى من العلاجات”.
ويشير “فلوريز” إلى الجوع في دمشق قائلاً إن “السوريين الذين سألتهم يقولون إنهم قلقون أكثر بشأن الأزمة الاقتصادية، وتناول الطعام على المائدة كل يوم وتلبية احتياجاتهم، أكثر من قلقهم بشأن الصراع”.
وانخفضت مستويات القصف بشكل ملحوظ، وكان العام الماضي الأقل فتكاً منذ مارس 2011، ولكن استمرار انخفاض قدرة المواطنين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، خلقت مخاوف جديدة.
ويؤكد المسؤول في برنامج الغذاء العالمي أن متوسط الراتب في سوريا لا يغطي سوى ربع المشتريات الضرورية لعائلة مكونة من خمسة أفراد، و”إذا تمت إضافة لحم الدجاج إلى عربة التسوق، يتلاشى راتب الموظف بالكامل”.
تقول معلمة سابقة بالغة من العمر 56 عاماً: “لا تزال لدي الفرصة، حيث تعيش أربع من بناتي في الخارج ويرسلن لي المال”، حيث تعيش في العاصمة مع ابنتيها الأخرتين.
وتشير إلى أن الأسرة المتوسطة تحتاج إلى مليون ليرة سورية (حوالي 400 دولار) للبقاء على قيد الحياة، ولكن إذا اشتروا اللحوم أو الفاكهة، فإن هذا الرقم يتضاعف أو يزيد.