حظرت الحكومة الفرنسية على موظفي القطاع العام لديها، تنزيل عدد من التطبيقات، بما فيها “تيك توك”، على هواتفهم الشخصية، وسط إجراءات متتابعة ومتصاعدة يتّخذها الغرب ضدّ التطبيق الصيني واسع الانتشار.
ونقلت قناة “فرانس إنفو” الإخبارية عن وزارة الخدمة العامة، في بيان أصدرته أمس الجمعة، أن الحكومة قررت حظر تثبيت واستخدام “التطبيقات الترفيهية”، دون تحديد أسماءها.
وأوضحت القناة أن القائمة تشمل تطبيقات منها “تيك توك” و”إنستغرام” و”تويتر”، بسبب أنها تفتقر لمستويات كافية من الأمن السيبراني وحماية البيانات، وأنها قد تشكل خطراً على خصوصية الإدارات وموظفيها العموميين، حيث يوجد نحو 2.5 مليون موظف في القطاع العام الفرنسي.
من جانبها قالت متحدثة الخارجية الصينية “ماو نينغ”، في تعليقها على الحظر أمس الجمعة، إن حكومة بلادها “لم ولن تطلب من أي شركة أو فرد جمع أو تسليم البيانات بطريقة تنتهك القوانين المحلية”.
وكانت اﻹمارات العربية قد اشترت مؤخراً حصة في شركة “بايت دانس” الصينية، المالكة لتطبيق “تيك توك”، فيما تتعرض اﻷخيرة لضغوط من دول غربية حظرت التطبيق من أجهزتها الحكومية وعلى رأسها الولايات المتحدة ومفوضية الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا وبريطانيا.
وأعلنت المملكة المتحدة، يوم الخميس الفائت، حظر التطبيق الصيني من الهواتف والأجهزة الحكومية “لأسباب أمنية”، حيث قال وزير الدولة البريطاني “أوليفر دودن”، في توضيحه أمام البرلمان، إن الحظر سيطبق على الهواتف والأجهزة الحكومية الأخرى التي يستخدمها وزراء الحكومة والموظفون المدنيون، لكنّ ذلك “لا ينطبق على الأجهزة الشخصية”.
ويأتي ذلك بعد مثول الرئيس التنفيذي لتطبيق “تيك توك” “شو شي تشو”، أمام الكونغرس للإدلاء بشهادته بعد تهديد بحظر التطبيق للاشتباه بعلاقات بين الشركة المالكة والحكومة الصينية، وشنّت النائبة رئيسة لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب “كايثي مكموريس رودجرز” الجلسة هجوماً لاذعاً على التطبيق وقالت لتشو: “يجب حظر منصتك”، مضيفةً أن “المستخدمين الأميركيين البالغ عددهم 150 مليوناً لتطبيق تيك توك هم أميركيون يمكن للحزب الشيوعي الصيني جمع معلومات حساسة عنهم”.
وقال “تشو” إن “تيك توك نفسه غير متوفر في الصين، ومقرنا الرئيسي في لوس أنجلوس وسنغافورة، ولدينا اليوم سبعة آلاف موظف في الولايات المتحدة، ومع ذلك، نسمع مخاوف مهمة بشأن إمكانية وصول الأجانب غير المرغوب بهم إلى البيانات الأميركية والتلاعب المحتمل بنظام تيك توك في الولايات المتحدة”.
وتتهم واشنطن إدارة تطبيق “تيك توك” بأنها تتشارك بيانات مستخدميها الأميركيين مع الحكومة الصينية وبأنها تتقاعس عن توفير حماية ملائمة للأطفال من الإيذاء.
وتقول اﻹدارة اﻷمريكية إن الحكومة الصينية تتمتع بنفوذ على الشركات الخاضعة لولايتها القضائية، وبالتالي فإن هناك مخاوف من أن تضطر شركة “بايت دانس” وبالتالي بشكل غير مباشر “تيك توك”، إلى التعاون مع مجموعة واسعة من الأنشطة الأمنية للحكومة الصينية، بما في ذلك ربما نقل بيانات مستخدمي التطبيق.
وكانت “تيك توك” قد أعلنت أنها أنفقت أكثر من 1.5 دولار على ما تسميه مساعي صارمة لتأمين البيانات تحت اسم “مشروع تكساس” الذي يعمل به في الوقت الراهن قرابة 1500 موظف بدوام كامل.