دائماً ما يجري الحديث عن فوائد الصيام على صحة اﻹنسان، لكن الأطباء والخبراء يحذرون من تحوّل ذلك إلى مسبب للضرر مع تناول وجبات غير مناسبة عند اﻹفطار.
وتُؤدي الوليمة الكبيرة إلى حالة من الخمول جراء امتلاء المعدة، وهو ما يجب التوقف عنه للحفاظ على صحة الصائم وإبعاد الشعور بالتعب، حيث يقول الدكتور السعودي “فيصل الصفي”، طبيب الأمراض الباطنية، إن من أهم أسباب الصداع في نهار رمضان إهمال السحور الصحي، مما يتسبب في جفاف الجسم.
وأكد على ضرورة شرب المياه أو تناول سحور مناسب يؤثر بشكل كبير على صحة الصائم وأدائه، مشيراً ﻷهمية تناول قدر مناسب من السوائل خلال فترة الإفطار لتجنب الإصابة بالصداع في اليوم التالي، وممارسة الرياضة وتجنب السهر، والحرص على المواد الغنية بالعناصر كالبوتاسيوم والمغنيسيوم ومصادرها الغذائية.
من جاننبه يرى الدكتور “أحمد هاني عيسي”، استشاري الجهاز الهضمي والكبد بالمعهد القومي المصري للكبد، في حوار مع التلفزيون اﻷلماني DW عربية، أنه يجب “عدم الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار، ويفضل تقسيم الأكل إلى وجبتين، الأولى وقت الإفطار والثانية بعد مرور ساعتين تجنباً للإصابة بالتخمة”.
وأضاف أن تناول الطعام بسرعة وقت الإفطار، قد يتسبب في عسر الهضم ومشاكل بالقولون، لذا “يجب مضغ الطعام جيداً والتوقف عنه بمجرد الإحساس بالشبع”، كما يفضل بقدر الإمكان الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والاعتماد على تناول المشويات والأطعمة المسلوقة.
أما عن الحلويات، والتي تنتشر بشكل كبير في شهر رمضان، فقد نصح الدكتور عيسى “بعدم الإكثار من تناولها لما قد تسببه من خلل في إنتاج الأنسولين ممّا يُعرض الصائم لخطر الإصابة بمرض السكري”، مؤكداً على ضرورة “الابتعاد في شهر رمضان عن تناول الغازية أثناء وجبة الإفطار، لأنها تتسبب في هشاشة العظام لاحتوائها على حمض الفسفوريك الذي يخل بنسبة الكالسيوم بالدم”.
أصحاب اﻷمراض المزمنة
نقلت وكالة “اﻷناضول” عن أخصائي الأمراض الداخلية بمدينة “إتليك” الطبية في العاصمة التركية أنقرة، “أمين غمجي أوغلو”، أنه ينصح المصابين بالأمراض المزمنة أن يجروا الفحوصات الدقيقة والتحاليل اللازمة بإشراف الأطباء قبل الشروع في الصيام.
كما أوصى المرضى الذين يستخدمون “الإنسولين” بعدم الصيام لأنهم يعانون من انخفاض ملحوظ في مستويات السكر بالدم خلال النهار.
وأضاف أنه لا ينصح مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي بالصيام إطلاقاً، لأن أجسامهم تكون بمقاومة مكبوتة ومعرضة للعدوى.
وأشار الطبيب التركي إلى أن أكثر الأسئلة في هذا الصدد تردهم من الأشخاص المصابين بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والقلب والروماتيزم والسرطان، موضحاً أن كل مرض مزمن يجب تقييمه بشكل منفصل، ويجب على المصابين بهذه الأمراض أن يجروا الفحوصات الدقيقة والتحاليل اللازمة بإشراف الأطباء قبل الشروع بالصيام.
وأوضح “غمجي أوغلو”، أن الأطباء يقسمون مرضى السكري إلى مجموعتين، وبشكل عام يوصون المرضى الذين يستخدمون “الإنسولين” بعدم الصيام، “لكن إذا كانت نسبة السكر في دم مريضنا تحت السيطرة، وإذا كان يستخدم 1 أو 2 من حبوب السكر في اليوم، وإذا كانت هذه الأدوية لا تخفض بشكل كبير من نسبة السكر في الدم، فيمكننا أن نوصيه في هذه الحالة بتناول أدويته وفقاً لأوقات السحور والإفطار، والصيام على أساس ذلك”.
وفيما يخصّ الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، قال “غمجي أوغلو” إن هؤلاء يخضعون لفحوصات ضغط الدم عندما يراجعون الأطباء قبل البدء بالصيام، و”إذا كان ضغط دم المريض ضمن الحدود الطبيعية، فحينها ننصحه بتناول دوائه وفقاً لساعات الإفطار والسحور ومواصلة صيامه وفقاً لذلك”.
وبالنسبة للمرضى الذين يكون ضغط الدم لديهم مرتفعًا جدًا أو ليس تحت السيطرة، أكد الطبيب التركي أنهم ينظّمون علاجهم ويوصونهم بعدم الصيام في المرحلة الأولى على الأقل.
أما بالنسبة لمرضى القلب، فقد قال “غمجي أوغلو” إن هناك أنواعًا مختلفة لهذا المرض، فإذا كان المريض يعاني من قصور في القلب وجسمه يعاني من الوذمة (تورّم ناتج عن السوائل الزائدة المحتبسة في أنسجة الجسم) ويجب عليه استخدام مدرّات البول، فإنه يوصى بعدم الصيام.
وأضاف: “يمكن للمرضى الذين لا يعانون من قصور في القلب والذين يستخدمون القليل من أدوية القلب أن يصوموا بعد تنظيم جرعة ووقت العلاج من قبل أطبائهم المشرفين عليهم”.
كما نصح بعدم صيام مرضى الفشل الكلوي والذين يخضعون لغسيل الكلى، منوهاً بأنه “يمكن لمرضى الكلى المستقرين الذين لا يخضعون لغسيل الكلى أن يصوموا عبر تنظيم علاجاتهم الدوائية حسب الإفطار والسحور”.
وختاماً أوصى المرضى من فئة كبار السن بعدم الصيام حسب خصوصية المريض في حال تسبب فقدان السوائل بحدوث مشاكل خطيرة لديهم.