أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن استمرار جهودها لعقد لقاء رباعي يجمع أنقرة وطهران وسلطة اﻷسد في موسكو، عقب فشل المحاولة السابقة، والتي كانت مقررة في منتصف الشهر الحالي.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” لوكالة الإعلام الروسية الرسمية، اليوم الثلاثاء، إن موسكو تنسق مع سلطة اﻷسد وإيران وتركيا بشأن جدول زمني لاجتماع نواب وزراء الخارجية.
ومن المفترض أن يكون الاجتماع بمثابة خطوة تمهيدية للقاء وزراء الخارجية، وبحث “التنسيق المشترك لمكافحة اﻹرهاب”، وحل قضية اللاجئين وغير ذلك من الملفات، بحسب المصادر التركية.
وقال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، أمس، إن الاجتماع تمّ تأجيله إلى موعد غير محدد، بموجب طلب من الجانب الروسي، وذلك “لعدم تمكن موسكو من التحضير له بعد”.
وكان “بشار اﻷسد” قد أعلن في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية رفضه للقاء الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قبل سحب القوات التركية من الشمال السوري، وهو ما اعتبره حزب العدالة والتنمية أمراً “غير وارد”.
وأوضح “جاويش أوغلو” في حديث للصحفيين أن اﻷسد “كان هناك (في موسكو) وربما اتخذوا قراراً مشتركاً، وقالوا سنعقده لاحقاً، ونحن وافقنا، وننتظر تحديد موسكو لتاريخ الاجتماع، لأنهم هم من اقترحوا عقده وهم من سيستضيفونه”.
ونقلت الوكالة الروسية عن “بوغدانوف” قوله “لم نتفق على أي شيء بعد، لذا لا يوجد شيء لتأجيله.. ننطلق من حقيقة أنه كلما انعقد ذلك (الاجتماع) في وقت أسرع كان أفضل”.
وأضاف أن مسؤولي سلطة اﻷسد و”الزملاء الأتراك والإيرانيين لديهم خطط عمل وجداول زمنية، وبما أنه لا يوجد تاريخ محدد، فسنواصل التنسيق”.
وكان الوزير التركي قد أعلن في وقت سابق أن موسكو سوف تستضيف اجتماعاً رباعياً على مستوى نواب وزراء الخارجية في 15 و16 مارس/ آذار الحالي، ولكن مصادر مقربة من سلطة اﻷسد أكدت رفضه لعقد الاجتماع قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تركيا خلال أيار/ مايو المقبل.
وجدّد وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” دعوته للسوريين إلى تفهّم مسار بلاده في محاولة تطبيع العلاقات مع سلطة اﻷسد، في حديث للصحفيين اﻷسبوع الماضي، مؤكداً أنها “لن تتخلى عنهم”، وذلك في تعليقه على التحضير لاجتماع موسكو.
وأضاف أن “على أصدقائنا في الشمال السوري أن يكونوا مطمئنين بشأن محادثاتنا مع الأسد، فليس من الوارد بتاتاً أن نتخذ أي إجراء أو تصرف أو نتعهد بالتزام من شأنه أن يضع السوريين بتركيا والشمال السوري في مأزق”.
واعتبر “آكار” أن سلطة الأسد “تتفهم أسباب ما تقوم به تركيا ضد الأهداف الإرهابية شمالي سوريا”، حيث أن “هناك مؤشرات ملموسة على ذلك”، و”العمليات التركية ضد الإرهابيين تدعم بمعنى آخر حقوق السيادة ووحدة أراضي سوريا”.
كما رفض اعتبار وجود قوات بلاده في سوريا احتلالاً أو اغتصاباً، موضحاً أن ما تسعى إليه هو حماية حدودها وضمان سلامة مواطنيها فقط.
من جانبه قال القيادي في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، “أورهان ميري أوغلو”، في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية يوم الجمعة الماضي، إن شروط اﻷسد بشأن المفاوضات “غير مناسبة لتطبيع العلاقات” وإن أي لقاء يمكن أن يتم بين أردوغان واﻷسد سيكون بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، المقررة في 14 مايو/أيار المقبل، منتقداً “رفع سقف المطالب” من قبل سلطة اﻷسد.