أعلنت الحكومة اﻹيطالية عن إرسال شحنة مساعدات إلى نظام اﻷسد، ﻹغاثة منكوبي الزلزال المدمر في شمال غربي البلاد، فيما اعتبر مسؤولون غربيون أن ذلك لا يتعارض مع العقوبات.
وقال مبعوث إيطاليا الخاص لسوريا “ماسيميليانو دانتونو” إن شحنة من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى مناطق يسيطر عليها النظام، وصلت إلى بيروت مساء أمس السبت، وهي أول مساعدة أوروبية من الزلزال لنظام اﻷسد.
وأكد “دانتونو” في تصريح لوكالة “رويترز” إن الشحنة تزن 30 طناً؛ وتشمل أربع سيارات إسعاف و13 حاوية من المعدات الطبية، مضيفاً أن فريقاً من أربعة أطباء هو في طريقه أيضاً لمناطق سيطرة النظام.
وكانت قناة “حلب اليوم” قد نشرت شهادات حول ابتزاز النظام للجمعيات والفرق التطوعية التي تحركت استجابةً لدعم متضرري الزلزال في مناطق سيطرته، حيث استولت حواجزه على أكثر من نصف المساعدات المخصصة للمناطق المتضررة، وفي مدينة حلب عادت معظم الفرق أدراجها، بعد التضييق الأمني عليها والتهديد بسحب التراخيص والاستيلاء على قسم من الطعام.
من جانبها أوضحت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في تصريح لها صباح اليوم، أن “العقوبات الأمريكية تتضمن استثناءات كبيرة للجهود الإنسانية في سوريا”.
كما اعتبر مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات “يانيز لينارتشيتش” أن العقوبات المفروضة على النظام “لا تنطبق على المساعدات الإنسانية”، وهي “مدروسة بعناية شديدة، وتستهدف الأفراد والكيانات المسؤولة عن اضطهاد الشعب السوري”.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بمدينة “غازي عنتاب” جنوب تركيا، أمس، أن العقوبات “لا تؤثر على مبدأ التسليم المبدئي للمساعدات الإنسانية، مما يعني أن المساعدة يتم إرسالها مباشرة إلى المحتاجين”، مؤكداً أن التكتل اﻷوروبي تلقى طلبات من نظام اﻷسد ﻹغاثة المنكوبين.
وقال إنه “شجع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تقديم هذا النوع من المساعدة مثل المعدات الطبية”، لافتاً إلى أن “ما يهم الاتحاد الأوروبي هو ضمان وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها”، ومشيراً إلى أنه ينسق تقديم المساعدات مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
ومضى المسؤول اﻷوروبي بالقول: “لقد خصصنا أيضاً 3.5 ملايين يورو للسوريين كخطوة أولى، وواثق أن هناك المزيد في الطريق”.
مشكلة المعابر اﻹنسانية
دعت تركيا على لسان وزير خارجتها، يوم الخميس، إلى فتح معابر إنسانية إضافية مع الشمال السوري، ﻷن معبر “باب الهوى” الحدودي شمال إدلب ليس كافياً.
وقال “لينارتشيتش” في تعليقه على القضية إن المعبر “كان مغلقاً لبعض الوقت بسبب الأضرار التي لحقت بالطريق بعد الزلزال”، لكنه الآن “مفتوح” بعد أن قامت السلطات التركية بإصلاح الطريق، مستدركاً بالقول: ولكن “إذا تم فتح جميع المعابر الحدودية، فسيكون إرسال المساعدات الإنسانية أسهل بكثير”.
وأضاف: “نحن نفعل كل ما في وسعنا، وكذلك السلطات التركية، لكن الكارثة بهذا الحجم تعد تحدياً كبيراً”، مشيراً باﻹشادة إلى جهود عمال البحث والإنقاذ “الذين يعملون ليلاً ونهاراً لإخراج المنكوبين“.
وقال المسؤول اﻷوروبي: “انبهرت بالتفاني في العمل.. مع كل ساعة تمر، تتناقص إمكانية العثور على شخص على قيد الحياة، وطالما أن هناك حتى أدنى أمل في إنقاذ أحد من تحت الأنقاض، فإن الجهود ستستمر”.
وأعرب عن “التضامن القوي” مع تركيا، مستشهداً بالمساعدات التي ترسلها أوروبا، وموضحاً أن الاتحاد الأوروبي لديه 38 وحدة إنقاذ ووحدة طبية على الأرض، كما أن “المرحلة التالية من عمليات التضامن مع تركيا ستشمل عمليات إعادة التأهيل والإعمار”.
يُذكر أن مؤتمراً للمانحين ستتم إقامته في مارس/ آذار المقبل، لصالح كلّ من تركيا وسوريا، من أجل “مساعدتهما على تجاوز كارثة الزلزال”، حيث قرر الاتحاد في هذا اﻹطار تخصيص 3 ملايين يورو لتركيا “كخطوة أولى”.