تتوالى اﻷنباء القادمة من مناطق سيطرة النظام، حول سرقة الممتلكات والمنشآت العامة، وسط عجز أو تقاعس حكومة النظام عن وضع حدّ للظاهرة، في ظل تنامي الفقر والمخدرات والضغوط الاجتماعية والاقتصادية.
وتعرّضت مدارس مدينة حمص لثلاث سرقات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، كان آخرها سرقة مدرسة “الشهيد بريج البريج” في “حي الأرمن”، حيث سرق اللصوص مدافئ ومازوت التدفئة، بعد أن قاموا بخلع وكسر اﻷبواب، وفقاً لما أكده مدير تربية حمص “وليد المرعي”.
وقال “المرعي” لموقع “أثر برس” الموالي للنظام، اليوم الأربعاء، إن عدد سرقات المدارس في عام 2022 بلغ 110 حالة في المدينة والريف نظمت فيها الضبوط اللازمة، وشمل معظمها أجهزة حاسوب ومازوت التدفئة، فيما تشهد حمص ازدياداً في حالات سرقة المنازل والسيارات وعمليات نشل يقوم بها لصوص يستقلون دراجات نارية خاصة ليلاً في ظل عدم توافر إنارة في أغلب الشوارع نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بحسب المصدر نفسه.
ومنذ ثلاثة أيام قام عدد من اللصوص في مخيم “الحسينية” بريف دمشق بسرقة المازوت المخصص للتدفئة، في “مسجد عبد الله بن رواحة”، من أجل “شراء المخدرات”، بحسب ما كشفته مصادر إعلامية موالية.
إقرأ المزيد: تراجع طفيف لليرتين التركية والسورية أمام سلة العملات
وقبل ذلك شهدت بلدة “ببيلا” بريف دمشق، منتصف الشهر الجاري، سرقات طالت مبنى البلدية وبعض المحلات التجارية، وسط عجز من قبل الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية عن مكافحتها، حيث قال مسؤولو مفرزة الأمن العسكري للأهالي إنها غير قادرة على تسيير دوريات لعدم وجود مازوت وبنزين لسيارات المفرزة، مما دفع بالأهالي وأصحاب المحلات التجارية لتشكيل “لجان شعبية” وتطويع بعض شباب البلدة لحراسة الأسواق والمرافق العامة، مقابل مبالغ مالية صغيرة، إلا أنها أيضاً فشلت في إيقاف السرقات، حيث تم تسجيل 10 حوادث سرقة بعد ذلك، وفقاً لموقع “صوت العاصمة”.
وسلط موقع “السويداء 24″، في تقرير نشره يوم اﻷحد الفائت الضوء على سرقة أكبال الكهرباء الغنية بالنحاس، حيث أصبحت هدفاً رئيسياً للصوص الذين يعملون ضمن شبكات منظمة “لا تنحصر بالسويداء فقط”، مؤكداً وجود وسطاء مهمتهم بيع النحاس المستخرج من الأكبال إلى العاصمة دمشق.
ومنذ أسبوعين كشف الموقع نفسه أن شخصين في منطقة “السومرية” بالعاصمة دمشق، قُبض عليهما وبحوزتهما كميات من النحاس المستخرج من أكبال الكهرباء، وهما ينحدران من إحدى قرى ريف السويداء الغربي ويحملان بطاقتي أمن مؤقتتين بصفة متعاقد مع شعبة المخابرات العسكرية، قبل أن يُطلق سراحهما بوساطة من “مكتب أمن الفرية الرابعة”، ويدفع أقاربهما مبالغاً مالية لبعض المسؤولين.
كما تعرضت في تلك اﻷثناء 5 طوابق تتبع لـ”الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية” في السويداء للسرقة، بشكل كامل، مع العلم أن أحد هذه الطوابق يشغل مركز نفاذ الجامعة الافتراضية السورية، حيث تجاوزت القيمة الإجمالية للمواد المسروقة الـ300 مليون ليرة، متضمنة 10 حواسيب للجمعية العلمية و7 بطاريات إضافة إلى عدد من الأجهزة.
وكانت داخلية النظام، قد أعلنت أمس، أن شرطة ناحية “السودا” التابعة لمديرية منطقة طرطوس ألقت القبض على أحد عشر شخصاً أقدموا على قطع ونقل أشجار زيتون معمرة مثمرة في قرية متن الساحل بطرطوس، بهدف بيعها كحطب للتدفئة.
وأثار ذلك اﻹعلان سخرية موالي النظام، حيث أنه بات من المعروف دور “الفرقة الرابعة” التي يكلف ضباطها عناصرهم بالتحطيب وبيع اﻷخشاب لحسابهم الشخصي، ويسيطرون على سوق الحطب إلى جانب المحروقات.