أقدمت السلطات الهندية على هدم جزء كبير من مسجد تاريخي، يعود لمئات السنين، في خطوة أثارت غضب المسلمين في الهند، وسط تضييق مستمر من قبل الحكومة عليهم.
ويعود تاريخ بناء مسجد “شاهي” التاريخي إلى نحو 5 قرون، حيث كان قد شُيد في القرن الـ16 ميلادي بمدينة “الله آباد” قرب مدينة “براياغراج” بولاية “أوتار براديش”.
وبرّرت السلطات المحلية ذلك، في بيان أصدرته شرطة المدينة، بالحاجة إلى توسيع الطريق الرئيسي بمنطقة “هانديا”، حيث أن “إدارة الأشغال العامة تُجري أعمالاً في المدينة”.
وادعى البيان، الذي تداولته مواقع إعلامية، أمس الثلاثاء، أن وجود المسجد في موقعه الحالي يعوّق هذه التوسعة، وهو ما شكّك في صحته نشطاء من المسلمين في الهند نشرو صور الهدم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأقدمت السلطات على ذلك اﻹجراء، بالرغم من وجود دعوى تطالب بوقف عملية الهدم؛ كان المقرر أن ينظر فيها القضاء بعد أيام، وذلك عقب رفض المحكمة العليا في وقت سابق التماساً بوقف هدمه.
إقرأ المزيد: “قسد” تهدم المنازل وتشرّد مئات اﻷهالي في الحسكة
ويعاني الكثير من المسلمين في الهند من تزايد حالات الاضطهاد ضدّهم، وخصوصاً بعد نجاح حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي المتطرف في الاحتفاظ بالسلطة بعد فوزه بالانتخابات العامة خلال مايو/أيار 2019.
كما يتعرّض العديد من المسلمين في الهند الذين يشكّلون نحو 13% من سكان البلاد، لحالات عنف واعتداءات، وسط تحريض إعلامي ضدّهم، فضلاً عن جرائم كراهية وعنصرية طالت المساجد.
وكان شهر رمضان المبارك الماضي، قد شهد ارتفاعاً كبيراً في حالات الاعتداء على المساجد في أثناء أداء صلاة التراويح، وفقاً للمصدر نفسه.
وقد نفذت مجموعات هندوسية متطرفة هجمات مبرمجة ضد مساجد ومنازل ومتاجر المسلمين، وأنشدت “أغاني الزعفران” الهندوسية التي تدعو إلى قتل المسلمين في الهند وترحيلهم من البلاد.
وتوجد في الهند الكثير من المعالم اﻹسلامية القديمة، حيث كان اﻹسلام قد وصل إلى تلك البلاد منذ “القرون الوسطى” عبر قوافل التجارة.
ويبلغ عدد المسلمين في الهند نحو 200 مليون نسمة، وهي ثالث أكثر بلد من حيث عدد المسلمين في العالم، وهم أكبر أقليّة في البلد ذي الغالبية الهندوسية.
وكانت أزمة دبلوماسية قد اندلعت بين الهند وعدد من الدول الإسلامية، نتيجة تصريحات مسيئة أطلقتها المتحدثة السابقة باسم الحزب الحاكم.