انتقد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، وسائل الإعلام الغربية، مؤكداً أنها تنتهج “معايير مزدوجة” بحق بلاده، كما أشار إلى موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قائلاً إن من يديره يمارس الرقابة السلبية، ومؤكداً أن من ينتقدون الديمقراطية وحرية الصحافة في تركيا يتصرفون بـ”فاشية” عندما يتعلق الأمر بمصالحهم.
وذكر في كلمة ألقاها يوم أمس الأربعاء، خلال النسخة السابعة من حفل توزيع جوائز الإعلام بمنطقة “الأناضول”، الذي أقيم في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أنه “يمكن للجميع أن يكتبوا ويتحدثوا ويعبروا عما يريدون شريطة ألا يثنوا على الإرهاب ولا يحرضوا على العنف ولا يمارسوا التضليل”.
وكان العديد من وسائل اﻹعلام والصحف الغربية، قد انتقدت التدخل التركي في شمال سوريا، ووصفته بالغزو، كما أبدت تعاطفاً مع تنظيم “غولن” رغم محاولته تنفيذ انقلاب عسكري، كان من شأنه أن يُنهي الديمقراطية والحريات في تركيا، وفقاً لما أكده الرئيس التركي.
وأضاف أن “هذه الحقيقة لن تغيرها ما تسمى بالتقارير المعدة بناء على أوامر الجهات المتشوقة لرؤية عودة تركيا إلى ما كانت عليه في السابق”، وأن من ينتقدون الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة في تركيا، “يتصرفون بفاشية عندما يتعلق الأمر بأنفسهم ومصالحهم”.
ويصنّف القانون التركي كلاً من حزب العمال الكردستاني PKK و”غولن” ضمن “المنظمات اﻹرهابية”، إلى جانب تنظيم “الدولة” و”القاعدة”، وعليه يُحظر نشر أي مواد قد تُعتبر في صالح تلك الجهات.
إقرأ المزيد: آلية جديدة جديدة لتجاوز فيتو الروس ضدّ المساعدات.. و”منسقو الاستجابة” يرفضها
وأشار أردوغان إلى أن بعض الدول تحتضن عناصر تنظيم “غولن”، رغم أنهم “أفشوا وثائق سرية للدولة التركية بدعوى أنهم صحفيون”، مبيناً أن تلك الدول نفسها “لم تتردد ولم تمتنع للحظة عن إغلاق أبواب الوسائل الإعلامية بسبب نشر قضايا أبسط بكثير من إفشاء أسرار الدولة”.
واعتبر “أردوغان” أن الذين انتقدوا أنقرة عقب محاولة انقلاب يوليو/ تموز 2016، “أثاروا الضجة إثر شائعات انقلاب في بلادهم”، حيث شهدت تركيا في 15 يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها مجموعة عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم “غولن”، وقوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم مدن وولايات البلاد.
وقال إن “بعض الجهات وصفت المخربين الذين نهبوا ممتلكات التجار وصغار الكسبة خلال أحداث “حديقة غيزي” في إسطنبول عام 2013، بأنهم أبطال”، وإن تلك الجهات ذاتها “أطلقت فوراً صفة الإرهاب على المتظاهرين عندما وقعت أحداث مشابهة في باريس وواشنطن”.
وذكر أن وسائل الإعلام الدولية لم تصف ذوي السترات الصفراء الذين أحرقوا الشوارع الفرنسية بـ”رسل الديمقراطية”، أو من اقتحموا الكونغرس الأمريكي بالأسلحة بأنهم “مقاتلون من أجل الحرية”، مؤكداً أن وسائل الإعلام الدولية ومنظمات حقوق الإنسان تتجاهل اليوم أيضاً التطورات المتعلقة بمنصة التواصل الاجتماعي “تويتر”، وما يتم كشفه عنها بشأن “ممارسة الرقابة والقمع بحق الأشخاص والأفكار التي لا تروق بعض الجهات”.
وكانت حديقة “غيزي” قد شهدت في 27 مايو/ أيار 2013، احتجاجاتٍ عنيفة رافقتها أحداث شغب، واستمرت حتى أوائل أغسطس/ آب من العام ذاته، إثر اقتلاع أشجار من متنزه مطل على ساحة تقسيم في قلب إسطنبول، ضمن مشروع لإعادة تأهيل المنطقة.