أعلنت الخارجية الأمريكية عن عدم دعمها لجهود التطبيع مع نظام اﻷسد، واصفةً اﻷخير بالديكتاتور والوحشي، فيما أكدت الحكومة التركية مواصلة جهودها ﻹعادة العلاقات معه، مشدّدةً في الوقت عينه استمرار دعمها للمعارضة السورية، وقالت اﻷخيرة إنها تلقت تطمينات.
وقال متحدث وزارة الخارجية الأمريكية “نيد برايس”، في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء، إن سياسات بلاده تجاه النظام لم تتغير، وذلك خلال رده على سؤال حول الاجتماع الثلاثي في العاصمة الروسية موسكو الأربعاء الفائت، بين مسؤولين عسكريين وأمنيين من تركيا ونظام اﻷسد.
وأكد “برايس” أن بلاده لا تدعم “الدول التي تعزّز علاقاتها أو تعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشار الأسد الديكتاتور الوحشي”، داعياً الدول إلى وضع سجل حقوق الإنسان “المروّع” لنظام الأسد على مدى السنوات الـ 12 الماضية، بعين الاعتبار.
كما أشار إلى أن اﻷسد يواصل ارتكاب فظائع ضد الشعب السوري ويمنع وصول مساعدات إنسانية منقذة للحياة إلى محتاجيها في المناطق الخارجة عن سيطرة قواته.
الرئاسة التركية: مددنا يدنا ونأمل أن لا تبقى معلقة في الهواء
أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن” أن أنقرة ترى الحل في سوريا من خلال مواصلة المسار الدستوري والمفاوضات السياسية، وأنها “لم تخذل المعارضة السورية إطلاقا حتى اليوم”.
وأضاف في تصريحات لقناة تلفزيونية محلية، أمس الثلاثاء، أن اللقاء الذي جمع وزير دفاع تركيا ورئيس جهاز استخباراتها مع وزير الدفاع الروسي ووزير دفاع نظام الأسد ورئيسي مخابرات روسيا والنظام، في موسكو مؤخراً، لا يأتي في إطار التخلي عن السوريين.
وحول النتائج التي حققتها تركيا من اللقاء، اكتفى “قالن” بالقول إنه “كان اللقاء الأول وستتبعه لقاءات أخرى”.
وكان موقع “ميدل إيست آي” قد نقل عن مصادر خاصة أمس، أن الاجتماع لم يحقق نتائج ملموسة، في ظل استمرار الخلافات المتعلقة بالملفات اﻷساسية في الشمال السوري.
وأوضح المتحدث التركي أن المقاربة الرئيسية لبلاده في المسألة السورية، هي مواصلة المسار الدستوري والمفاوضات السياسية “في ضوء قرار الأمم المتحدة ذات الصلة”، وأنها لا تريد “استمرار الحرب والتهديدات الإرهابية وتفاقم الأزمة الإنسانية”.
كما لفت إلى “ضرورة القضاء على التهديد الذي يشكله تنظيم “بي كي كي” وقوات “قسد”، وتهيئة الأرضية اللازمة من قبل النظام لضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين السوريين في إطار معايير الأمم المتحدة، وتقديم الضمانات اللازمة بهذا الخصوص”، ومن أجل ذلك “يتعين على تركيا التنسيق مع قوات النظام وإيران وروسيا على الأرض”.
وحول ما إذا كان النظام مستعداً للإقدام على خطوات عقب اجتماع موسكو، لفت “قالن” إلى أنه “كانت هناك رسائل ومؤشرات إيجابية في الاجتماع الذي عقد في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأنه يتعين تحويل ذلك إلى قرارات والتزامات”، وفقاً لما نقلته وكالة “اﻷناضول“.
وأشار المتحدث إلى أن اللقاء هو الأول من نوعه حول هذه القضايا منذ 11 عاماً، وأن تمخُّضَ نتائج إيجابية عن هذا المسار “متعلق بالخطوات التي سيقدم عليها النظام ونواياه ومنظوره بعد الآن”.
وأضاف أنه “إذا تجاوب النظام مع النوايا الحسنة لتركيا وأبدى العزيمة للمضي قدماً في هذا المسار، فإنه يمكن لتركيا الإقدام بسهولة على خطوات فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين، عبر التنسيق الوثيق مع روسيا”، مؤكداً أنه من الممكن أن تكون هناك لقاءات جديدة في هذا السياق خلال الأشهر المقبلة.
وقال إن “تركيا تدعم المعارضة السورية منذ بداية الأزمة وتواصل ذلك”، في رده على سؤال بشأن إجراء مجموعة من المعارضة السورية لقاءات مختلفة في أنقرة، حول الخطوات التركية.
وأكد أن تركيا “لم تخذل المعارضة السورية إطلاقاً حتى اليوم”، وأن الهدف من لقاء وزير الخارجية التركي أمس مع قيادات من المعارضة هو “طمأنتهم مجددا بهذا الخصوص”، وأن “الكرة في ملعب النظام”، حيث “مدت تركيا يدها وتأمل ألا تبقى يدها معلقة في الهواء”.
وأشار إلى أنه “في حال استمرت اللقاءات بشكل إيجابي فإن ذلك يعني انخراط أنقرة في مسار من شأنه أن يسفر عن نتائج جيدة من أجل تركيا والشعب السوري والسلام في المنطقة”.
المعارضة السورية تتلقى تطميناتٍ تركية
اجتمع رئيس الائتلاف الوطني السوري “سالم المسلط” ورئيس الحكومة السورية المؤقتة “عبد الرحمن مصطفى” مع وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، في العاصمة التركية أنقرة، أمس الثلاثاء، لاستيضاح الموقف التركي، وذلك بعد عدة لقاءات جرت مع مسؤلين أتراك يوم اﻹثنين.
وقال “المسلط” إنه اجتمع مع الوزير التركي لاختتام سلسلة اللقاءات التي استمرت ليومين، حيث أكد اﻷخير على “دعم المعارضة السورية والشعب السوري واستمرار المساعي التركية لتطبيق القرار 2254، ودعم حقوق اللاجئين وعدم إجبار أحد منهم على العودة المرتبطة بتحقيق الاستقرار وضمان سلامة السوريين”.
وأكد أنه أوضح خلال اللقاء أن “الجهود التي بذلتها تركيا لمساعدة السوريين هي جهود مشكورة”، وأن نظام الأسد “نظام مجرم ما يزال يمارس القتل والإرهاب وتصنيع والمخدرات”، وأن “المظاهرات الشعبية المستمرة ضده تؤكد عدم قبول الشعب السوري به بأي حال”.
من جانبه قال “عبد الرحمن مصطفى” إن الاجتماعات التي جرت حتى الآن مع النظام “تركزت حول مكافحة تنظيم ب ك ك/ب ي د “الإرهابي” والكيان الانفصالي في شرق الفرات”.
وأوضح أن “جاويش أوغلو” أكد على أن تركيا “لن تتراجع عن دعم الشعب السوري ومؤسساته وعن العمل على إيجاد حل للقضية السورية”، وأشار إلى أن “عودة اللاجئين ستتم طوعاً وليس عنوة وذلك وفقاً لمعايير الأمم المتحدة”.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد قالت في بيان إن الاجتماع الثلاثي ناقش “الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين والمكافحة المشتركة للتنظيمات الإرهابية في سوريا”، مشيراً إلى “أجواء بناءة”، خلال اللقاء.