رجّح الاتحاد اﻷوروبي ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى أراضيه، خلال الفترات المقبلة، على وقع استمرار الحروب والاضطرابات حول العالم.
وتُعتبر ألمانيا الوجهة اﻷولى بالنسبة إلى طالبي اللجوء في أوروبا، وأبرزهم السوريون الذين يتجاوز عددهم 800 ألف شخص، وفقاً للبيانات الرسمية.
وقالت رئيسة وكالة اللجوء الأوروبية، “نينا غريغوري”، لوسائل إعلام ألمانية إنه “من الواضح تماماً أن تزايد أعداد الطلبات سيستمر في المستقبل المنظور”، مدفوعاً بـ”عدم الاستقرار والتهديدات التي يتعرض لها الأمن العالمي والتي تُعد من سمات عالم اليوم”.
وأضافت أن توقعاتها تشير إلى استمرار ظاهرة تدفق طالبي اللجوء لفترة طويلة، فهي “للأسف هي ليست مؤقتة”، حيث أن “التطورات الجيوسياسية خلال عامي 2021 و2022 ستسفر عن تأثيرات مباشرة على الاحتياج لحماية دولية”، وفقاً لما نقله موقع التلفزيون اﻷلماني بالعربية DW عن مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية.
وبحسب المسؤولة اﻷوروبية فإن التطورات العالمية ستؤدي إلى تزايد النزوح إلى دول الاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى تقديم نحو 790 ألف طلب لجوء في دول الاتحاد خلال الفترة بين شهري كانون الثاني / يناير وتشرين الأول / أكتوبر من هذا العام.
ويشمل هذا العدد زيادةً بنسبة 54% مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من عام 2021، لكنه “لا يزال أقل من المستويات التي تم رصدها في عامي 2015 و2016”.
وكانت تلك الفترة بمثابة ذروة لتدفق اللاجئين إلى أوروبا، مع بداية التدخل الروسي والقصف العنيف على المدنيين في سوريا، واستهداف مناطق واسعة بالطيران الحربي.
وقالت “غريغوري” إن “تفعيل نهج الحماية المؤقتة حال دون انهيار أنظمة اللجوء الأوروبية الوطنية”، مضيفةً أنه في المقابل “وضعت ملايين التسجيلات أنظمة التسجيل الأوروبية تحت ضغط شديد”.
وأشادت المسؤول اﻷوروبية بقرار الاتحاد الأوروبي إيجاد حلول هيكلية قبل الانتخابات الأوروبية المقبلة في عام 2024، داعيةً لتحقيق تقدم في إصلاح نظام اللجوء والهجرة المخطط له بالاتحاد، وهو ما سيكون “أمراً مهماً”.
وارتفع عدد طالبي اللجوء في ألمانيا خلال الفترة اﻷخيرة، مع تدفق طالبي اللجوء من أوكرانيا، بسبب غزو روسيا لبلادهم، وشنّها قصفاً واسعاً على مدنهم وقراهم.
وتشير التقارير اﻹعلامية المحلية إلى اتباع الدول اﻷوروبية، بما فيها ألمانيا إجراءات أقل حزماً مع اللاجئين اﻷوكرانيين عن نظرائهم من باقي دول العالم بما فيها سوريا، حيث يمكنهم الحصول على حماية مؤقتة بسهولة.
يُشار إلى أن أغلب عدد طلبات اللجوء بدول الاتحاد الأوروبي وخصوصاً ألمانيا، يأتي من سوريا وأفغانستان وتركيا.