أثار إعلان وظيفة نشرتها وكالة “رويترز” للأنباء، الجدل بين أوساط وسائل الإعلام التركية، والتي اعتبرته “مسيء للبلاد وللرئيس رجب طيب أردوغان”، ما دفع الإعلام التركي ومسؤولين للرد على الوكالة، أمس السبت.
ورداً على إعلان “رويترز” لشغل منصب “نائب لرئيس مكتب تركيا”، نشرت قناة “تي آر تي وورلد” التركية الناطقة باللغة الإنكليزية قائمة خاصة بها لتوظيف مراسل مقيم في العاصمة البريطانية لندن.
ولفت إعلان “تي آر تي وورلد” “الانتباه إلى تزعزع الاستقرار السياسي في المملكة المتحدة، والمشاكل الاقتصادية، وحقيقة أن هذا البلد لا يزال يحكمه التاج البريطاني في القرن الحادي والعشرين”.
وجاء في وصف الإعلان: “نحن نبحث عن صحفي ديناميكي وخبير للمساعدة في قيادة ملف إخباري لوضع جدول الأعمال من المملكة المتحدة، وهي عضو في حلف الناتو وقوة إقليمية محورية لها تأثير كبير في أمن أوروبا والشرق الأوسط. ترك فشل الحكومات المتتالية الاستجابة لتحديات مثل فيروس كورونا والبريكست والأزمات الاقتصادية العالمية. بريطانيا في حالة اضطراب سياسي، تضع الحكومات قصيرة العمر مستقبل المملكة المتحدة في حالة من عدم اليقين، وتحولها بعيداً عن أوروبا”.
وجاء أيضاً في الإعلان: “نحن نبحث عن فرد يتمتع بمهارات قوية في الكتابة وإعداد التقارير مع القدرة على تقديم قصص مؤسسية عميقة. في الوقت نفسه، يجب أن يُقدّم الدعم لفريقنا بينما يشرع في تغطية القضايا الرئيسية مثل سعي الحكومة الاسكتلندية للاستقلال والتهديد الذي تشكله على وحدة المملكة المتحدة، والتضخم الجامح والجنيه الإسترليني”.
وأضاف الإعلان: “المملكة المتحدة هي واحدة من أهم الأسواق في العالم. يحظى اقتصادها وسياستها ودبلوماسيتها وسياساتها الهشة باهتمام كبير للعملاء الماليين والإعلاميين وكذلك القراء على منصاتنا الرقمية ومنصات الإنترنت”.
وتابع: “المملكة المتحدة قصة معقدة وسريعة الحركة. سيكون المرشح الناجح مراسلاً وكاتباً قوياً يتمتع بسرد مقنع وقدرة على قطع صورة مربكة في كثير من الأحيان لإخبار قصة جيدة السياق ومتوازنة، والتقاط الأهمية السياسية والاقتصادية للأحداث وتداعياتها الدولية. سيتعاون مراسل لندن أيضاً مع مراسلينا في واشنطن وإسطنبول لإنشاء قصص استقصائية ومشروعات طويلة المدى وتطويرها”.
أما الإعلان الذي نشرته وكالة “رويترز”، فجاء في متطلباته أنه “خلال عقدين من حكمه، أبعد رجب طيب أردوغان تركيا عن التقاليد العلمانية الحديثة، وركز على وجود دبلوماسي وعسكري طموح في مناطق تمتد من جنوب القوقاز إلى شمال إفريقيا، يواجه أردوغان خطر خسارة الانتخابات المقبلة بسبب مشاكل التضخم وتراجع الليرة التركية”.
وأضاف إعلان التوظيف: “نحتاج إلى أشخاص بارعين في الكتابة وتجهيز التقارير حول هذا النوع من المواضيع”.
مسؤول تركي ينتقد إعلان “رويترز”
وفي معرض تعليقه على الإعلان، انتقد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، “فخر الدين ألطون”، وكالة “رويترز” على خلفية إعلان الوظيفة الذي نشرته، معتبراً أنه “ذو فحوى سياسي”.
وقال “ألطون”: “يبدو أن رويترز تبتعد عن الحقائق وتستخدم منظوراً متحيزاً حول ما حدث في تركيا خلال عهد الرئيس أردوغان”، حسبما نقلت وكالة “الأناضول”.
وأشار إلى أن “العبارات الواردة في إعلان رويترز لا يمكن أن تبدو منطقية إلا في منشور دعائي”، مضيفاً: “هذه ليست صحافة إطلاقاً”.
وتابع: “من الأفضل لرويترز مقارنة الجمل الواردة في إعلانها مع مبادئ الصحافة التي تدعي الالتزام بها والمتمثلة في الاستقلال والنزاهة والحيادية والموثوقية”.
وتُعتبر “رويترز” من أكبر وكالات الأنباء العالمية، حيث تأسست في لندن عام 1851، وتتبع سياسة “النهج القيمي المحايد”، وحائزة على العديد من الجوائز العالمية.