شهد ريف محافظة دير الزور الغربي الواقع تحت سيطرة قوات “قسد” مظاهراتٍ واحتجاجات غاضبة، بعد أيام من مقتل امرأتين على يد أحد قادتها، بطريقة بشعة.
وكان القيادي في “قسد” “جلال الخبيل” المدعو (أبو حيدر) وهو شقيق قائد مجلس دير الزور العسكري “أحمد الخبيل”، قد أقدم في وقت سابق على قتل واغتصاب امرأة وقاصر، انتقاماً من ابن عمهما الذي كان يعمل مرافقاً لديه، بسبب اكتشافه لعلاقته مع أخته.
وقام اﻷخير باقتحام عدّة بيوت بحثاً عن مرافقه الذي هرب إلى مناطق سيطرة نظام اﻷسد، وعندما لم يجده اعتقل عناصره اثنين من أبناء عمومته وقاموا بإهانتهم وتعذيبهم، واعتقال زوجة ابن عمه وأختها.
وطالت الشعارات الغاضبة أيضاً زعامات عشيرة “البقارة” لكونها أكبر العشائر بالمنطقة، ولها علاقات بـ”قسد” وقد وقعت الجريمة في منطقة تحت نفوذها الكامل، رغم أن المرأتين هما من “المشاهدة”.
وقطع المحتجون الطرق داعين إلى تشكيل مجلس خاص بقبيلة “البكّارة”، في بلدة “الحصان” غربي دير الزور، اليوم السبت، مطالبين بمحاسبة “أحمد الخبيل” قائد مجلس ديرالزور، وإحالته للتحقيق، وفقاً لموقع “نهر ميديا” المحلي.
وتستمر المظاهرات لليوم الثالث على التوالي في كلّ من “الكسرة، والحصان، وحوايج بومصعة، والكبر” تنديداً بجريمـة الاغتصاب وقتـل “مهيدي صالح اللايذ”، فيما توسعت اليوم رقعة الإحتجاجات لتصل بلدتي “زين المبرج” و”المركدة” جنوبي الحسكة، بحسب موقع “فرات بوست“.
وكانت بلدة “الحصان” قد شهدت يومَ الخميس احتجاجات غاضبة قام خلالها عدد من أبناء قبيلة “البقارة” بحرق باصين لمجلس دير الزور المدني، الذي يتبع إلى قوات “قسد”، مطالبين زعامة العشيرة بالانتقام من قتلة المرأتين.
وفي هذه اﻷثناء سرت شائعات عن إمكانية استغلال قوات اﻷسد للاضطرابات في البلدة ومحاولة التقدم إليها لاحتلالها، فيما أعلنت مجموعة من اﻷهالي في بيان مصور باسم “الحراك الثـ.ـوري” الاستعداد “للتصدي للميليشيات الإيرانية و قوات نظـام الأسد”.
وخرجت أمس بعد صلاة الجمعة مظاهرات في عدة مناطق منها “الجيعة وحوايج بومصعة ومحيميدة وزغير جزيرة”، فيما اتهم متظاهرون “الخبيل” بقتل الشاب “مهدي صالح اللايذ” العنصر السابق في مجلس دير الزور العسكري التابع لـ”قسد”.
وأكد المحتجون على ضرورة حل المجلس العسكري التابع إلى قوات “قسد” وتشكيل مجالس عسكرية خاصة بكل منطقة، من أبنائها، فيما أعلن بضعة عناصر ينتمون إلى قوات “قسد” من أبناء “البقارة” الانشقاق عنها.
وفي هذه اﻷثناء شهدت أجواء المنطقة تحليقاً للطيران المروحي التابع للتحالف الدولي في سماء قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي.
وكان “أحمد الخبيل” قد أنكر أمس مسؤولية شقيقه عما جرى واصفاً الحدث بأنه “جريمة لا أخلاقية”، ومدعياً أن قوات “قسد” “تتعرض لهجوم إعلامي منظم”، وأنها “شكلت لجنة تحقيق في القضية”، واعداً بـ”محاسبة المتورطين”.
بدوره؛ أدان مجلس القبائل والعشائر السورية جريمة اغتصاب وقتل فتاتين بريف دير الزور من قبل القيادي في قسد “أحمد الخبيل أبو خولة”.
وقال المجلس في بيانٍ له، إن جرائم قسد تمس بقيم العشائر العربية ومبادىء الدين وفضائل الأخلاق وتفسح المجال أمام الفوضى والرذيلة.
وأضاف أن بيان المجلس وضع المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أمام مسؤولياتهم وقراراتهم بحماية الإنسان من جرائم قسد.