كل عطلة أسبوع، يستعرض اللاجئ السوري الشاب أحمد البيريني (27 عاما) مهاراته الكروية على الكورنيش البحري للعاصمة اللبنانية بيروت، حتى صار محط أنظار من يستمتعون بمشاهدة تلك المهارات أو يرغبون في تعلمها.
ويُطلق على هذا النوع من الرياضة اسم كرة القدم “الاستعراضية” أو “الحرة”، وتعتمد على أداء المهارات الشخصية للاعب ومدى قدرته على ترويض الكرة والتلاعب بها، ولاقت رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة.
بدأت قصة ابن مدينة حمص قبل 9 سنوات عندما كان عمره 18 عاما، حين وصل إلى لبنان مثل غيره من آلاف اللاجئين، وحلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفا بأحد الفرق، لكن انشغاله بتأمين لقمة العيش حرف مسار أحلامه.
ورغم أن ظروف الحياة الصعبة عاكست أحلام الشاب السوري، فإن شغفه باللعبة الأكثر شعبية في العالم، دفعه ليصبح واحداً من أشهر مقدمي المهارات الاستعراضية لكرة القدم في لبنان.
@ahmedalberini #أحمد_البيريني ♬ الصوت الأصلي –
حارس مبنى سكني
منذ وصوله إلى لبنان، اضطر البيريني للعمل في البناء والدهان سعياً وراء تأمين رزقه في ظل ظروف اقتصادية صعبة، لكنه اليوم يعمل حارس مبنى سكني في منطقة جبلية شمالي بيروت، وفق ما يروي للأناضول.
وأمام هذا الواقع، تبدد حلم الطفولة لدى الشاب السوري بالانضمام إلى فريق لكرة القدم، فاستعاض عن ذلك بتطوير مهاراته الكروية التي يستعرضها على كورنيش بيروت وعبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال البيريني إنه كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، لكن عندما وصل لبنان عام 2013، كان همه الأساسي العمل لتأمين لقمة عيشه ومساعدة أهله، بدلاً من التفرغ للرياضة والانضمام إلى أحد الفرق.
“كان من الصعب جداً أن أوفّق بين دوام العمل اليومي والاحتراف الكروي”، يضيف اليريني: “فالعمل بالنسبة لي كان ضرورياً للاستمرار في العيش، بينما لا مردود مالي من الرياضة خصوصاً في البدايات”.
غير أن شغف الشاب السوري جعل الكرة لا تفارق قدمه، حيث ظل يواظب على تطوير مهاراته الاستعراضية حتى داخل غرفته الصغيرة التي يقيم ويعمل فيها حارساً لمبنى سكني.
نحو 1.5 مليون متابع
أصبحت مهارات البيريني تسحر محبي كرة القدم على كورنيش بيروت، وبات لديه نحو 1.5 مليون متابع على موقع “تيك توك”، وأكثر من 100 ألف متابع على “إنستغرام”.
ومع العروض الخاصة التي يقدمها من وقت إلى آخر في مهرجانات واحتفالات رياضية، يقول البيريني إنه بات يحقق مردوداً مادياً بسيطاً يسعفه لتلبية احتياجاته.
وأوضح أنه يطمح إلى جعل مهاراته الكروية مصدر رزقه الوحيد في المستقبل، عبر تأسيس أكاديمية أو نادٍ متخصص بتعليم هذا الفن الرياضي القائم على استعراض المهارات الفردية بكرة القدم.
ويعلم البيريني أن طموحاته ستكون أكبر لو كان ببلد آخر، بحسب ما يقول، وسرعان ما يستدرك أن محبة الناس التي يلمسها خصوصاً من الذين يتعلمون منه تلك المهارات، تشكل له الحافز الأكبر للاستمرار في ذلك.
ووفق تقديرات رسمية، يعيش في لبنان نحو 1.8 مليون لاجئ سوري، منهم نحو 880 ألفا فقط مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعاني معظمهم أوضاعا اقتصادية صعبة.
@ahmedalberini #أحمد_البيريني ♬ الصوت الأصلي – Tik Toker
المصدر: الأناضول