تُقيم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” احتفالاً باللغة العربية، تقديراً للمساهمات الغزيرة التي قدمتها في إثراء التنوع الثقافي واللغوي للإنسانية، فضلاً عن مساهمتها في إنتاج المعارف.
ووجهت المنظمة دعواتٍ لحضور الاحتفال يومي الاثنين والثلاثاء القادمين، برعاية البعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية، تحت عنوان “اللغة العربية في الأمم المتحدة: مسيرة الـ50 عاماً”، وذلك في قاعة ضيافة الوفود، بمقر الأمم المتحدة في “نيويورك”.
كما تقوم المنظمة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لعام 2022، بسلسلة من حلقات النقاش والفعاليات الثقافية في مقرها بـ”باريس”، تحت عنوان “مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية”.
وتُعد اللغة العربية ركناً من إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة، ويتوزع متحدثوها بين المنطقة العربية و عديد المناطق الأخرى المجاورة مثل تركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا.
وللعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها، و”تتيح الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية”، وفقاً لبيان نشرته “يونسكو”.
وذكرت المنظمة في بيان أن العربية سادت لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، “فأثرت تأثيراً مباشراً أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية”.
وكانت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي – عُرفت سابقاً باسم إدارة شؤون الإعلام – قد اعتمدت قراراً بالاحتفال باليوم الدولي للغة الأم، وذلك لكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، بغرض “إذكاء الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة”.
وبناء على ما سبق “تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 كانون الأول/ديسمبر 1973 المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة”.