أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، اليوم الخميس، أنه عرض على نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، إجراء لقاء ثلاثي يجمعهما مع “بشار اﻷسد”، على أن تليه لقاءات بين مسؤولين من مستويات مختلفة.
وأوضح أن “بوتين تلقى العرض بإيجابية، وبهذا الشكل نكون قد بدأنا بسلسلة اللقاءات”، مؤكداً أنه يريد أن “يُقدم على خطوة ثلاثية تركية روسية ‘سورية’ “.
وقال الرئيس التركي في تصريح للصحفيين أثناء عودته من “تركمانستان”: “يجب أولاً عقد لقاءات بين أجهزة الاستخبارات ومن ثم وزراء الدفاع ثم وزراء الخارجية”.
وردّاً على سؤال صحفي حول تصريح المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا “جيمس جيفري” الذي قال إن واشنطن لا تنظر بإيجابية إلى لقاء الأسد، قال أردوغان: “هذا يعني أنك لم تعرف رئيسك بعد، أنا لا أستأذن عندما أريد مقابلة أحد، التقيت مع الرئيس المصري في قطر ولم أستأذن أحداً، وفيما يتعلق الأمر بسوريا، فإن مصالحنا الوطنية هي التي ستحدد ماهية الخطوات التي سنقدم عليها”.
ويأتي ذلك بعد تصريح كشف فيه “أردوغان” أمس أنه طلب من نظيره الروسي التعاون في ملف شمال سوريا، بينما أكد وزير خارجيته، منذ أيام، استعداد بلاده “للعمل المشترك مع نظام الأسد لمكافحة الإرهاب والعملية السياسية وعودة السوريين”.
ولفت “أردوغان”، في حديثه اليوم، إلى أن آبار النفط في سوريا تحت حماية قوات التحالف، مضيفاً: “يبيعون للنظام.. التنظيم الإرهابي هو من يبيع.. لقد صبرنا حتى الآن، لكن نفد صبرنا”.
وتابع قائلاً: “هناك مشكلة يجب التعامل معها بسرعة، وهي أن التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا تتحرش بتركيا من وقت لآخر، والإرهابيون يهددون ويستفزون بلدنا من هناك (شمال سوريا)”.
وكشف أن اتفاقات “أستانة” و”سوتشي”، تؤكّد أنه يحق لتركيا “القيام بما يلزم ضمن ممرها الأمني الذي يصل إلى عمق 30 كيلومتراً”، مشيراً إلى وجود “جهات ترعى التنظيمات الإرهابية في الداخل السوري”.
وأضاف أن “قسد” تتلقى الدعم الأكبر من قوات التحالف الدولي، محذراً من تبعات ذلك، حيث مضى بالقول: “إذا كنتم ستواصلون إمداد هذا التنظيم الإرهابي بالأسلحة والمعدات والذخائر، فإننا سنتدبر أمرنا بأنفسنا وسنقوم بما يلزم لإبعاد تهديد الإرهاب عن حدودنا”.
وقال ردّاً على دعوة الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل”، لوجوب امتثال تركيا للعقوبات المفروضة على روسيا: “لا أعتبر بوريل محاوري، لا يمكنه إلا أن يكون محاوراً للسيد مولود تشاووش أوغلو، تصريحه ليس أنيقاً على الإطلاق، بمعنى آخر، لا يستطيع بوريل تعيين أو تنظيم علاقاتنا مع روسيا، إنه أدلى بتصريح قبيح للغاية”.
وكشف “أردوغان” أن نظيره التركمانستاني سيقوم بزيارة إلى تركيا مطلع العام القادم، بينما سيبحث وزراء الطاقة في تركيا وأذربيجان وتركمانستان “قريباً” تفاصيل نقل الغاز إلى أوروبا.
خطر إغلاق روسيا لمعبر “باب الهوى”
أكد وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو”، على وجوب استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين بشكل منتظم، مشيراً إلى ضرورة تمديد فترة قرار مجلس الأمن رقم 2642 الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين.
وقال في مؤتمر صحفي عقده، اليوم الخميس، مع نظيره المالطي “إيان بورغ” في العاصمة أنقرة؛ إن العمل بالقرار الأممي ينتهي يوم العاشر من يناير/ كانون الثاني القادم، ومن الضروري تمديده.
وأضاف أن “تواجد التنظيمات الإرهابية وخاصة “بي كي كي/ واي بي جي” في سوريا أثر بشكل كبير على الوضع الإنساني في هذا البلد”، منوهاً بأن السكان الذين يعيشون في الداخل السوري، يعانون حالياً ظروفاً معيشية صعبةً للغاية.
يُذكر أن روسيا فرضت على أعضاء مجلس اﻷمن تقليص حجم المساعدات المُدخلة عن طريق معبر “باب الهوى” اﻹنساني شمال إدلب، وتتوعّد باستخدام الفيتو ضدّ تمديد عمله في الجلسة المقبلة.