أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، استئناف تنظيم الدوريات المشتركة، مع قوات “قسد”، بشكل كامل، بعد أيام من تخفيضها، في ظل تصاعد التهديدات التركية بشن عمل عسكري شمال سوريا.
ويأتي ذلك فيما أرسلت الولايات المتحدة دفعاتٍ جديدة من اﻷسلحة إلى قوات “قسد”، وهو ما انتقده الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، مؤكداً أن بلاده ستتحرك بنفسها دون انتظار الموقف اﻷمريكي.
وقال “باتريك ريدر” المتحدث باسم “البنتاغون”، في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء: “يمكنني القول باسم الولايات المتحدة الأمريكية أن عملياتنا المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية استؤنفت، وبدأت بشكل كامل اعتباراً من 9 ديسمبر/ كانون الأول”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قلصت عدد دورياتها المشتركة مع قوات “قسد” في المنطقة، عقب عملية “المخلب ـ السيف” الجوية التي أطلقتها تركيا في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقد شنّ الطيران التركي غاراتٍ جوية واسعة ضد مواقع “قسد” وpkk شمالي العراق وسوريا، رداً على تفجير شارع “الاستقلال” في إسطنبول، والذي أوقع قتلى وعشرات الجرحى الشهر الماضي.
ورفض “ريدر” الإجابة على أسئلة بخصوص العملية البرية المحتملة لتركيا في سوريا، معتبراً أن عمل الولايات المتحدة مع “شركائها المحليين يتمثل بعدم السماح لتنظيم الدولة بأن يعيد ترتيب صفوفه”.
وقال “أردوغان” إنه طلب من نظيره الروسي التعاون مع بلاده في شأن ملف شمال سوريا، فيما زار رئيس مجلس الدوما الروسي، “فياتشيسلاف فولودين” أنقرة والتقى بالرئيس التركي، أمس، موجهاً إليه دعوة للمشاركة في قمة بموسكو لبحث “مكافحة اﻹرهاب”.
وأضاف أن بلاده “ستقتلع شوكها بأيديها” شمالي سوريا، في ظل استمرار الدعم العسكري الأمريكي لـ”قسد”، وشدد في اتصال هاتفي مع “بوتين”، يوم اﻷحد، على “أهمّية تطهير المنطق الحدودية مع سوريا حتى عمق 30 كيلومتراً من الإرهابيين وفق اتفاق سوتشي”.
وأعلن وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، أمس اﻷول، أن بلاده جاهزة للعمل المشترك مع نظام الأسد “لمكافحة الإرهاب والعملية السياسية وعودة السوريين”، مؤكداً أنها “لن نسمح أبداً باستمرار تواجد PKK/YPG في سوريا والعراق وستفعل ما يلزم لاقتلاعه من هاتين الدولتين”.
وكان “مظلوم عبدي” قائد قوات “قسد” قد اعتبر في تصريحات له، منذ أيام، أن الولايات المتحدة منعت الهجوم التركي المرتقب، داعياً واشنطن إلى موقف أكثر وضوحاً.