تعيش العاصمة السورية دمشق حالةً مزرية مع تتابع اﻷزمات على مختلف اﻷصعدة، وخصوصاً لناحية انقطاع المحروقات والكهرباء، وتوقف حركة النقل.
وبحسب تقرير لموقع “صوت العاصمة” فإن التيار الكهربائي لم يصل لكثير من المناطق في المدينة وريفها، سوى مدةَ عشرة دقائق في آخر 24 ساعة.
وهناك – وفقاً للمصدر نفسه – مدن وبلدات في الريف لم تصلها الكهرباء نهائياً منذ خمسة أيام، وسط انخفاض أداء شبكة الهاتف الأرضي وشبكة الخليوي والإنترنت الأرضي بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات خلال فترة انقطاع الكهرباء.
وكانت حكومة النظام قد أصدرت يوم الأربعاء الماضي قراراً بخفض مخصصات السيارات “الحكومية”، جراء انقطاع شبه تام لمادتي البنزين والديزل.
ووصلت يوم الخميس الماضي، ناقلة نفط إيرانية إلى مرفأ “بانياس”، كانت الولايات المتحدة قد احتجزتها منذ أشهر، وقامت بإفراغ حمولتها.
وتشير التقديرات إلى احتياج مناطق سيطرة النظام إلى كميات أكبر من تلك التي تؤمنها “سلاسل التوريد” اﻹيرانية.
وامتنعت معظم المؤسسات التابعة إلى حكومة النظام يومي الأربعاء والخميس، عن إجراء أية معاملة إلكترونية، بسبب عدم وجود شبكة إنترنت أو انقطاع التيار الكهربائي عن المؤسسة، وفقاً للمصدر نفسه.
وخفضت معظم المصانع الكبيرة من عدد سيارات التوزيع، بسبب عدم توفر الوقود، وأغلقت بعض المصانع أبوابها حتى مطلع الأسبوع القادم، بينما تغلق المحلات التجارية والأسواق في معظم أحياء دمشق أبوابها مع مغيب الشمس بسبب عدم توفر وقود لتشغيل المولدات أو شحن البطاريات.
كما خفضت الأفران الخاصة إنتجاها بسبب عدم وجود كميات كافية من الديزل لتشغيل الآليات، الأمر الذي شمل المطاعم أيضاً.
ويعتمد السوريون في مناطق سيطرة حكومة النظام على المحروقات التي تباع في “السوق السوداء” تحت إشراف ضباط من قوات النظام وميليشياته، لكنّها أصبحت شحيحة مع “وصول سعر صفيحة البنزين إن وجدت إلى 250 ألف ليرة”.
وأغلقت معظم محطات الوقود “المدعوم حكومياً” مراكزها بسبب تأخر وصول الرسائل للناس، فيما باتت طوابير من السيارات عند محطات الأوكتان تنتظر قدوم المحروقات منذ الصباح حتى الليل، و”الكميات التي تصل لا تغطي نصف عدد المنتظرين”.
وتأخر وصول رسائل البنزين للسيارات الخاصة والعامة لأكثر من 17 يوماً، بينما تجاوز سعر جرة الغاز المنزلي 250 ألف ليرة في “السوق السوداء”.
وتشهد المواقف والمحطات الرئيسية في دمشق، أزمة بشرية خانقة، نتيجة عدم وجود مواصلات عامة، وهو الحال في السويداء والساحل السوري.