انتقدت روسيا مجدّداً السياسة اﻷمريكية في سوريا، ودعمها لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، في شمال شرقي البلاد، متهمةً واشنطن بمنع المصالحة بينها وبين النظام.
وكانت روسيا قد عرضت على “قسد” أن تنسحب من مناطق بريف حلب وتسلّمها للنظام، من أجل تجنّب هجوم عسكري تركي مرتقب، لكنّ أنقرة رفضت “انسحاباً شكلياً لقسد” تحت غطاء قوات النظام.
وقالت متحدثة وزارة الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا”، إن الولايات المتحدة تدعم “المشاعر الانفصالية” لبعض قادة “أكراد سوريا”، في إشارة إلى “قسد”.
وأضافت أن واشنطن “تتبع علناً خطاً لفصل بعض الأراضي عن بقية البلاد”، ووصفت خلال مؤتمر صحفي بموسكو، أمس اﻷربعاء، الوجود العسكري للولايات المتحدة في سوريا بأنه “غير قانوني”.
واعتبرت “زاخاروفا” أن وجود القوات اﻷمريكية بسوريا هو “العقبة الأساسية” أمام المصالحة بين “الإدارة التي نصبت نفسها في الجزء الشمال الشرقي” من سوريا وحكومتها، في إشارة إلى نظام اﻷسد.
وتضغط روسيا على “قسد” منذ دخول قواتها إلى سوريا في 2015، من أجل إجبارها على الانضمام لقوات النظام، وتكرار نماذج “المصالحات”، لكنها ترفض ذلك.
ومضت المتحدثة الروسية بالقول: “نبذل جهوداً لتشجيع الحوار بين ممثلي الإدارة التي نصبت نفسها في شمال شرقي سوريا، وحكومة الجمهورية العربية السورية لإعادة الفرات إلى حيز الدولة السورية (نظام اﻷسد)”.
وفي ردّها على سؤال من وكالة “الأناضول” قالت “زاخاروفا” إن “العقبة الرئيسية لا تزال تتمثل في الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي، فالأمريكيون يدعمون المشاعر الانفصالية لبعض قادة قوات “قسد” ويتبعون خطاً لفصل هذه الأراضي عن دمشق” حسب تعبيرها.
وحول العملية التركية المحتملة في سوريا، قالت “زاخاروفا” إن موسكو “تعمل عن كثب مع “الشركاء” الأتراك والسوريين لمنع تصعيد الوضع في شمالي سوريا في ضوء خطط أنقرة المعلنة لإطلاق عملية عسكرية برية في الأراضي السورية”.
واعتبرت المتحدثة أن “خطوة مثل هذه ستؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الصعب أصلاً في هذه المنطقة من سوريا، وستؤثر سلباً على الوضع في المنطقة كلها”.
وأوضحت أن موسكو تنطلق من “حقيقة أن إنشاء تنسيق بين أنقرة ودمشق يفي بمهام ضمان أمن موثوق في المنطقة الحدودية”، وذلك “من أجل منع تصعيد واسع النطاق، تجري اتصالات نشطة بين الإدارات، بما في ذلك في إطار عملية أستانا”.
وتستعد تركيا ﻹطلاق هجوم بري في ريف حلب ضمن إطار عملية “المخلب ـ السيف” الجوية، التي تشنّها ضد مواقع قوات “قسد” شمالي العراق وسوريا، ردّاً على تفجير شارع الاستقلال بإسطنبول، في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.