شهدت منطقتا دير الزور شرقي البلاد والعاصمة دمشق جنوبها حملات اعتقال واسعة قامت بها أجهزة أمن النظام، ضدّ الشبان المشمولين بالتجنيد اﻹجباري في صفوف قواته، فضلاً عن المطلوبين ﻷفرع المخابرات، وفقاً لمصادر محلية.
وذكر موقع “فرات بوست” المختص بنقل أخبار المنطقة الشرقية، اليوم الاثنين، أن الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد اعتقلت أكثر من 10 شبان يوم أمس وساقتهم إلى التجنيد الإجباري.
وتعيش مناطق سيطرة النظام بمحافظة دير الزور والتي تنتشر فيها الميليشيات اﻹيرانية بكثافة، حملات مداهمة وتفتيش مستمرة بهدف سوق المطلوبين، حتى من الموقعين على اتفاقات “التسوية”.
وأوضح الموقع أن قوات اﻷمن داهمت عدداً من المقاهي والمطاعم التي تعرض مباريات بطولة كأس العالم، ضمن أحياء مدينة دير الزور.
حملة مستمرة في دمشق
وفي العاصمة دمشق ومحيطها، شنت قوات النظام، يوم السبت الماضي، حملة مشابهة على المدينة وريفها، حيث تستغل استخبارات اﻷسد بطولة كأس العالم منذ انطلاقها في 20 تشرين الثاني الجاري، وتلاحق التجمعات الشبابية في المقاهي الشعبية والمطاعم والساحات التي خُصصت لعرض المباريات، وفقاً لموقع “صوت العاصمة” المحلي.
وتسبب ذلك بحالة من التخوف في صفوف السكان، حتى من غير المطلوبين، ودفع ذلك بالكثيرين لاعتزال متابعة “المونديال”، حيث تغيب الكهرباء معظم اليوم عن أحياء العاصمة السورية، فضلاً عن ارتفاع كلفة الاشتراك بالقنوات الرياضية، ما يجعل متابعة البطولة من البيت مستحيلاً.
وأكد المصدر أن قوات الشرطة العسكرية والفروع الأمنية بدأت بتسيير دوريات راجلة مشتركة أمام المقاهي الكبيرة في مدينة دمشق والتي يقصدها الشبّان لمتابعة مباريات “المونديال”، حيث يدخلون مدججين بالسلاح إلى بعض المقاهي ويقومون بإجراء “الفيش” الأمني لكافة الشباب الموجودين، في حين اعتمد آخرون على إيقاف الشبّان بعد انتهاء المباريات وخروجهم من المقاهي بشكل عشوائي.
وسُجلت في أحياء “الصالحية والشعلان والحمرا” حملات تفتيش في اليوم الأول من “المونديال” وقعت خلالها أكثر من 30 حالة اعتقال وتجنيد إجباري إثر مداهمة استخبارات النظام لعدد من المقاهي والمطاعم.
ويتركز وجود عناصر الشرطة العسكرية والاستخبارات في المناطق التي خُصصت لعرض مباريات بطولة كأس العالم ضمن شوارع مدينة دمشق، ما أدى إلى اقتصار الحضور على طلاب الجامعات والمدارس.
وشهدت المقاهي الواقعة في سوق “الجزماتية” خلال الأسبوع الفائت عدة مداهمات استهدفت فئة الشبّان خلال فترة عرض مباريات بطولة كأس العالم، وهو ما سبّب تراجع عدد رواد المقاهي ممن هم في سن التجنيد الاحتياطي خلال الأيام الأخيرة.
وفي بلدة “ببيلا” بريف دمشق تم اعتقال 35 حالة في يوم واحد خلال مباراة الأرجنتين والسعودية في 22 تشرين الثاني الجاري عبر استهداف المنتزهات الشعبية والمقاهي وإقامة حواجز مؤقتة في الشوارع المؤدية إليها، حيث أوقفت دوريات راجلة وحواجز مؤقتة ما يزيد عن 200 شاب خلال تواجدها في المنطقة للتحقق من الأوراق الثبوتية والتأجيل من الخدمة الإلزامية.
وكانت استخبارات النظام قد كثّفت من حملاتها الأمنية بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإلزامي والاحتياطي منذ صدور مرسوم التسريح وإنهاء الاحتفاظ في آب الفائت.