حطّت طائرة “إليوشن” إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني في مطار دمشق الدولي، أمس الثلاثاء، بالتزامن مع نشاط ملحوظ للطيران اﻹسرائيلي قرب حدود الجولان السوري المحتل، وفقاً لمصادر محلية جنوبيّ البلاد.
وذكر موقع “صوت العاصمة” أن هبوط الطائرة في دمشق أتى بعد تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية وإجراء عمليات مسح لجنوب ووسط سوريا.
وأوضح المصدر أن الطائرة المذكورة بقيت في مطار دمشق لمدة تزيد عن ثلاث ساعات، قبل أن تُغادر عائدةً نحو طهران، مع إخفاء حركتها عبر مواقع الملاحة الجوية طوال رحلتها ذهاياً وإياباً.
ولفت إلى أن تلك الطائرة تسببت أكثر من مرة في قصف لمطار دمشق الدولي ومواقع أخرى في محيط العاصمة، نتيجةً لنقلها أسلحةً للميليشيات الإيرانية في سوريا.
وكان يوم أمس قد شهد مصرع ضابط إيراني برتبة عقيد جراء تفجير استهدفه بمحيط العاصمة السورية دمشق، فيما اتهم الحرس الثوري “عملاء إسرائيل” بتنفيذ العملية.
تصاعُد الصراع بين الفرقة الرابعة المرتبطة بإيران والحرس الجمهوري في دمشق
كشف الموقع نفسه عن خلاف بين ميليشيات محلية تتبع للفرقة الرابعة وأخرى للحرس الجمهوري، خلال الأسبوع الفائت، في قرى “وادي بردى” بريف العاصمة على خلفية نصب حواجز لكل منهما.
وتُعرف الفرقة الرابعة بولاء عدد كبير من ضباطها ﻹيران، فيما ينتمي للحرس الجمهوري عدد آخر من الضباط الموالين لروسيا، كما يتنافس الجانبان على اﻹتاوات وموارد الحواجز والتهريب.
وقال المصدر إنّ مجموعة تابعة للحرس الجمهوري أقامت حاجزاً في قرية “دير مقرن” بالقرب من “نزلة المسروب” على الطريق العام لـ”وادي بردى”، بعد مضي نحو شهر ونصف الشهر على قيام مجموعة تابعة للفرقة بنصب حاجز عسكري عند مدخل بلدة “سوق وادي بردى”.
وأدى ذلك لنشوب خلاف بين المجموعتين وصل لدرجة التهديد باستخدام الأسلحة ومنع حواجز كل مجموعة من مرور مركبات وعناصر المجموعة الأخرى.
وذكرت “مصادر خاصة” أنّ اجتماعاً جرى قبل أيام بين قياديين من الحرس الجمهوري وآخرين من الفرقة الرابعة، انتهى بتهديد الحرس الجمهورية بمنع أي تواجد عسكري للفرقة في منطقة “وادي بردى”، ولو اضطروا للاشتباك معهم وإخراجهم بالقوة.
وأضافت المصادر أنّ وتيرة الخلافات ارتفعت بالتزامن مع قيام الفرقة الرابعة بإعطاء أوامر للمدعو “محمد رعد”، منتصف تشرين الأول الفائت، بتوسيع نشاطه في المنطقة وتشكيل مجموعات جديدة في قرى “دير مقرن ودير قانون وكفير الزيت وسوق وادي بردى”، إضافة للمجموعة التي يقودها والتي قام بتشكيلها في العام 2018 عقب خروج الفصائل للشمال السوري.
واستطاع رعد – بحسب المصدر – منذ تلقيه الأوامر تنسيب أكثر من 100 عنصر لصالح الميليشيا التي يقودها، وسط تقديم امتيازات وعروض للشباب وترغيبهم برواتب تصل إلى 225 ألف ليرة سورية ومبالغ إضافية مقابل أيام العمل.
وتتذرّع الفرقة الرابعة بـ”ضبط الفلتان الأمني” لتبرير وجودها بالمنطقة على حساب الحرس الجمهوري، وبأنها تسعى لتجنيد أبناء “وادي بردى” في الميليشيات التابعة لها لمنع وقوع أي خروقات أمنية.
وأكدت المصادر وجود تخوف لدى الحرس الجمهوري من تمدد الفرقة الرابعة وانفرادها بالسيطرة على المنطقة وتعطيل جزء من تجارتها التي تتم عبر تهريب الممنوعات والأجهزة الكهربائية والمواد الغذائية والمحروقات من الأراضي اللبنانية إلى سوريا.
وكان مكتب أمن الفرقة الرابعة قد كلّف كلاً من “أحمد باكزة” و”زين رواحة الدالاتي” بتشكيل جسم عسكري في كل من قرى “دير مقرن، وكفير الزيت، ودير قانون، وكفو العواميد” على أن يتبع التشكيل الجديد لمكتب أمن الفرقة، تحت إشراف قياديين من ميليشيا “حزب الله” الذين طلبوا أن يتم التركيز على العناصر ذوي الخبرة في طرق التهريب بين لبنان وسوريا.