صدرت مواقف دولية مختلفة تعليقاً على شنّ القوات التركية، أمس اﻷول الأحد، عدة غارات في شمال العراق وسوريا، ملوّحة بعمل بري، فيما عقد وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” اجتماعاً مع قادة القوات الجوية والبرية والبحرية، بالتزامن مع تأهب “الجيش الوطني السوري” في ريف حلب.
وقد أعلن وزير التربية التركي، صباح اليوم الثلاثاء، إغلاق المدارس في بلدة “قرقميش” جنوبي البلاد، لمدة أسبوع، وذلك بعد القصف الذي تعرضت له المنطقة، وأسفر عن سقوط ضحايا، حيث شنّت “قسد” عدة ضربات صاروخية على المناطق الحدودية، فيما تتوعد أنقرة بالمحاسبة.
روسيا: سنعمل مع “الشركاء” على حلّ سلمي
قال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف” إن “موسكو تعتقد أن على تركيا الامتناع عن استخدام القوة العسكرية المفرطة في سوريا”، داعياً إلى البحث عن “حل سلمي” لملف “قسد”، ومضيفاً أن بلاده “ستعمل مع الشركاء لإيجاد حل للصراع”.
وأضاف في مؤتمر صحفي أمس الاثنين بـ”نور سلطان” عاصمة “كازاخستان”: “نأمل في إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أيّ استخدام مفرط للقوّة على الأراضي السورية، وتجنّب تصعيد التوترات”.
وجاءت تصريحات “لافرنتييف” بينما يستعد لعقد اجتماع “أستانا – 19” والذي سيتناول ملف “قسد” في “تل رفعت” و”منبج” بريف حلب، اليوم وغداً.
الولايات المتحدة تدعو لعدم الانتقام
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “نيد برايس”، في بيان، مساء أمس الاثنين، إنّ الولايات المتحدة تدعو إلى “عدم تصعيد العنف في سوريا” كما تعارض “أي عمل عسكري غير منسق في العراق ينتهك سيادته”.
ووصف “برايس” الهجمات التركية بـ”الانتقامية” داعياً إلى عدم مبادلتها بين الجيش التركي وقوات “قسد”.
وكانت الخارجية الأمريكية قد كشفت يوم الجمعة عن معلومات لدى واشنطن بشأن هجوم تركي قريب في شمال سوريا والعراق.
السويد: لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب
أعربت السويد عن موقف جديد ومختلف عن مواقفها السابقة تجاه الهجمات التركية، في ظل المحادثات التي تخوضها مع أنقرة للحصول على ضوء أخضر منها والموافقة على الانضمام لحلف “الناتو”.
وكانت تركيا قد اشترطت على السويد التخلي عن دعم PKK و”قسد” واتخاذ موقف صريح منهما، من أجل عدم معارضة انضمامها وفنلندا إلى الحلف.
وقال وزير خارجية السويد “توبياس بيلستروم”، في تصريح لصحيفة محلية إنّ “تركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب”، مضيفاً أن المناطق التي استهدفتها عملية “المخلب – السيف” الجوية، في شمال العراق وسوريا “يستخدمها إرهابيون كقواعد”.
وأكد “بيلستروم” أن “تركيا دولة تتعرض لهجمات إرهابية، والدول التي تتعرض لمثل هذه الهجمات تملك حق الدفاع عن نفسها”.
وكان رئيس الوزراء السويدي “أولف كريسترسون” قد زار أنقرة مطلع الشهر الحالي، وتعهّد للمسؤولين اﻷتراك بـ”معالجة مخاوف تركيا” والانخراط معها في “مكافحة الإرهاب”، بالتوازي مع اتخاذ قرارات ضد PKK و”قسد”.
فرنسا تطالب بـ”ضبط النفس”
أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية “كاثرين كولونا”، أمس الاثنين، أن بلادها “قلقة” من الغارات الجوية التركية، وتدعو أنقرة إلى الهدوء، والامتناع عن شنّ عمليات جديدة.
وقالت “كولونا”: “للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها تركيا تشنّ هجمات في دولة أجنبية.. في كلّ مرة عبّرنا فيها عن قلقنا وعن رغبتنا الواضحة بأن تبرهن تركيا عن قدر أكبر من ضبط النفس”.
وأضافت: “نحن نتفهّم هذا القلق الأمني لتركيا في مواجهة الإرهاب، ولكن ليس بهذا النوع من الوسائل وهذا النوع من الطرق”.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أعلن أمس أن عملية “المخلب – السيف” التي أطلقها الجيش التركي ضد مواقع “حزب العمال الكردستاني” و”قوات سوريا الديمقراطية”، لن تقتصر على الضربات الجوية، وأنه “لم يتم التشاور مع الولايات المتحدة وروسيا، وتركيا لن تحصل على إذن من أحد من أجل حماية أمنها من الإرهابيين”.