دعا الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” إسرائيل إلى دعم بلاده في معركتها ضدّ الغزو الروسي، وخصوصاً لناحية الدفاع الجوي والحصول على نظام “القبة الحديدية”، معتبراً أن موسكو ستساعد طهران في برنامجها النووي لقاء المسيرات اﻹيرانية التي تضرب اﻷراضي اﻷوكرانية.
وكان السفير اﻷوكراني بـ”تل أبيب” قد قال لصحيفة “معاريف” العبرية، الشهر الماضي، إن بلاده تريد من إسرائيل دعمها في مواجهة الغزو، معتبراً ما يسوقه المسؤولون اﻹسرائيليون من حجج حول عدم رغبتهم بالتصادم مع موسكو من أجل الملف السوري وميليشيات إيران؛ “تبدو غير مقنعة بالنسبة لكييف”.
وجدّد الرئيس اﻷوكراني أمس الاثنين التأكيد على تصريحات سفيره، عبر طلب الحصول على أنظمة دفاع جوي إسرائيلية، وذلك في خطاب عبر الفيديو لمؤتمر لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وقال: “ألم يحن الوقت لدولتكم أن تختار في صف من ستقف؟ أهي مع العالم الديمقراطي، الذي يتكاتف في وجه التهديد الجوهري لوجوده؟ أم مع من يحاولون غض أبصارهم عن الإرهاب الروسي، حتى وإن كانت تكلفة الإرهاب المستمر هي الدمار التام لأمن العالم”.
وكان موقف إسرائيل الرافض للغزو الروسي قد أدى إلى توتر في علاقاتها مع موسكو، وهو ما أعرب مسؤولون إسرائيليون عن خشيتهم من تأثيره على ملف سوريا، والتنسيق مع روسيا.
وقال وزير الدفاع اﻹسرائيلي منذ أيام، إن حكومته اتخذت قراراً حاسماً بشأن اﻷمر، وإنها لن تزوّد كييف باﻷنظمة الجوية، منوهاً بأنه يمكنها أن تطلبها من اﻷمريكيين.
وتشنّ القوات الإسرائيلية هجماتٍ متكررة على ميليشيات موالية لإيران في سوريا، بينما تمتنع روسيا عن استخدام أنظمة دفاعها الجوي ضدها، وهو ما تريد له “تل أبيب” أن يستمر.
ونقلت “رويترز” عن “مايك ترنر”، النائب الأمريكي عن الحزب الجمهوري، والذي يشغل مناصب عليا في لجنتي المخابرات والقوات المسلحة بمجلس النواب؛ قوله للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف بعد أن سافر إلى “أوكرانيا” إنه يشعر “بخيبة أمل شخصية من إسرائيل”.
وأضاف: “لم نشهد قط، منذ البوسنة، هذا المستوى من البلطجة القاتلة المطلقة ضد المدنيين الأبرياء منذ الحرب العالمية الثانية، وقد حان الوقت لجميع الديمقراطيات وجميع البلدان التي لديها بوصلة أخلاقية أن تقف معاً ضد هذا النوع من الوحشية”.
يُذكر أن “إسرائيل” تقدّم معونات “إنسانية” ومعدات دفاعية أولية كالخوذ واﻷلبسة، كما تعرض على الأوكرانيين مساعدتهم في تطوير نظام إنذار مبكّر ضدّ الهجمات الجوية على المدنيين، وهو ما اعتبره “زيلينسكي” في خطابه أمس “غيؤ كافٍ”.
وقال إن “بيع إيران طائرات انتحارية دون طيار وتوفير مدربين عسكريين للقوات الروسية في أوكرانيا لم يكن ممكنا لولا قرار إسرائيل بالبقاء على الحياد في الصراع”.
وأضاف: “في ثمانية أشهر من الحرب الشاملة، استخدمت روسيا حوالي 4500 صاروخاً ضدنا، ومخزونهم من الصواريخ يتضاءل، هذا هو السبب الذي جعل روسيا تبحث عن أسلحة قليلة التكلفة في دول أخرى لمواصلة إرهابها”.
وأكد أن “المخابرات الأوكرانية تقدر أن روسيا طلبت من طهران نحو ألفي طائرة مسيرة من طراز شاهد”، مضيفاً بالقول: “لدي سؤال لكم: كيف تدفع روسيا لإيران مقابل ذلك؟ هل إيران مهتمة بالمال فقط؟ ربما ليس المال على الإطلاق، ولكن المساعدة الروسية للبرنامج النووي الإيراني”.