يعتزم القضاء في دولة النمسا البدءَ بمحاكمة الرئيس السابق لفرع أمن الدولة بمحافظة الرقة، العميد “خالد الحلبي” في قضية تتعلق بارتكابه جرائم ضد اﻹنسانية، وذلك بعد سنوات من حصوله على اللجوء السياسي على أراضيها.
وكان “الحلبي” قد انشق عن النظام وغادر سوريا في عام 2013، ثمّ حصل على اللجوء في النمسا، بمساعدة المخابرات الإسرائيلية والفرنسية، في عام 2015.
وأكمل مكتب المدعي العام للاقتصاد والفساد النمساوي (WKStA)، مؤخراً، لائحة الاتهام المكونة من 80 صفحة ضد رئيس الأمن السابق، وفقاً لما نقله موقع “إسرائيل ديفينس” عن تقرير لـ”إنتليجنس أون لاين”.
ومن المتوقع أن يدلي عدد كبير من الأشخاص بشهاداتهم خلال المحاكمة التي من يُفترض أن تبدأ قريباً، وتضم القائمة الرئيس السابق للاستخبارات المضادّة النمساوية “بيرنهارد بيرشر”، والرئيس الحالي “بيتر جريدلينج”، ومدنيين وخبراء استخبارات نمساويين.
عملية “الحليب الأبيض”
بعد انشقاقه عن النظام في سوريا، كان “الحلبي” على اتصال مع المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE) الفرنسية في فرنسا منذ عام 2013، ومن الأردن، تم نقله سراً إلى فرنسا، حيث قدم التماساً للجوء.
وتدخل “الموساد” عقب ذلك، وتفاوض مع شركة BVT المشرفة على نقل “الحلبي” إلى النمسا التي وصل إليها عبر ألمانيا عام 2015، فيما يرجّح التقرير أن يكون “الحلبي” ناشطاً بتوجيه من إسرائيل.
ويضيف التقرير: “سرعان ما تم التشكيك في شرعية العملية التي أطلق عليها اسم “الحليب الأبيض”، حيث كانت أجهزة المخابرات النمساوية بالفعل تحت ضغط سياسي قوي في ذلك الوقت”.
وبعد وقت قصير من وصول “الحلبي” إلى “فيينا”، تم التحقيق في هذه القضية من قبل كل من الصحافة واللجان البرلمانية، حيث تتهمه لجنة العدل والمحاسبة الدولية (CIJA) وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ اﻹنسانية في سوريا.
وكان “الحلبي” الذي ينحدر من مدينة السويداء، قد شغل منصب رئيس جهاز “أمن الدولة”، التابع للنظام في مدينة الرقة منذ العام 2009 حتى مغادرته لها في 2013.