أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” اﻷمريكية سحب القوات الروسية لجنود وعتاد هام من سوريا، في ظل الصعوبات التي تعاني منها بالحرب المستمرة على أوكرانيا، منذ شباط الماضي.
ونقلت الصحيفة عن “مسؤولين بارزين مقيمين في الشرق الأوسط” قولهم إن روسيا أخرجت قوات ومعدات عسكرية “حساسة” مؤخراً من سوريا في الآونة الأخيرة، مرجعين ذلك إلى احتياجات الغزو المستمر للأراضي اﻷوكرانية.
وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” اﻹسرائيلية قد أكدت في تقرير نشرته الشهرَ الماضي، أن الروس نقلوا منظومة “إس 300” من منطقة الساحل في غربي سوريا، إلى أراضيهم لاستخدامها ضد طائرات أوكرانيا.
وقال مسؤولان لـ”نيويورك تايمز” في تقرير نشرته اليوم الخميس، إن عدد القوات الروسية التي سحبت من سوريا يتراوح بين 1200 و1600 عسكري، إضافةً إلى معدات عسكرية من ضمنها نظام للدفاع الجوي.
وتطالب أوكرانيا إسرائيل بدعمها في مواجهة الغزو الروسي، لكن تقارير عبرية تشير إلى عدم رغبة “تل أبيب” في إثارة المشاكل مع الروس، بسبب التنسيق المشترك بين الجانبين في سوريا.
وقالت مصادر الصحيفة إن “إعادة انتشار القوات والمعدات الروسية من سوريا يزيح إحدى العقبات أمام الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا”، معتبرةً أن هذه الخطوة الروسية هي “دليل على تراجع نفوذ روسيا خارجياً”.
وفيما قال مسؤول غربي إن عدد الجنود المسحوبين أكثر من 1600 بكثير، فقد أكد “مسؤول عسكري إسرائيلي كبير” نقلَ قادة عسكريين من سوريا إلى أوكرانيا، وهو ما يعني أن “مشاركة روسيا في إدارة العمليات بسوريا تقلصت؛ بما في ذلك التنسيق العسكري مع إسرائيل”.
لكنّه تحدّث عن قلق إسرائيلي من أن الانسحاب الروسي في سوريا قد يسمح لإيران بتوسيع نفوذها هناك، في حال استمراره.
وتحدّث المسؤولون الذين تواصلت معهم الصحيفة عن “تآكل نفوذ موسكو في أماكن عدّة بينها سوريا، بسبب غزوها المتعثّر في أوكرانيا”.
وكانت روسيا قد جنّدت “مرتزقة” من مناطق سيطرة النظام عبر شركة “فاغنر” للقتال في اﻷراضي اﻷوكرانية.