أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في تقرير أن هناك عدّة أسباب محتملة لتراجع الغارات اﻹسرائيلية على مواقع إيران في سوريا، ومنها الغزو الروسي ﻷوكرانيا ومحاولة تفادي إغضاب الروس، حيث يعمل اﻹسرائيليون على اتخاذ “موقف وسط” بين “موسكو” و”كييف”.
وتحدّث التقرير عن “شهر هادئ على الجبهة السورية”، مرتبط بانخفاض المخاطر اﻷمنية، حيث يقول مسؤولون أمنيون: “إذا كان هناك نقل كبير للأسلحة الهجومية إلى سوريا فسيكون هناك هجوم”.
ورجّح أن تكون سلسلة الهجمات على المطارات في سوريا، قد أدت إلى انخفاض كبير في تهريب الأسلحة عبرها، و”ربما كانت التوترات مع حزب الله حول منصة الغاز هي سبب الهدوء، وربما الانتخابات القادمة في إسرائيل”.
ومنذ 17 أيلول، لم ترد أنباء عن وقوع غارات جوية جديدة في سوريا، أي أنه “مرّ أكثر من شهر دون ورود أنباء عن هجوم للجيش الإسرائيلي في سوريا، ومنذ ذلك الحين ساد الصمت”.
ويأتي ذلك بعد الهجمات على مطارات في الأشهر الأخيرة بهدف منع نقل الأسلحة جوياً من إيران، وكان هذا الهجوم اﻷخير، الذي أغلق مطار دمشق، هو الهجوم الثالث في سوريا المنسوب لإسرائيل خلال أسبوعين.
وقبل هذا بنحو أسبوع ونصف – تضيف الصحيفة – أعلن النظام أن إسرائيل هاجمت مطار مدينة حلب، وكانت أهداف الهجوم أهدافاً عسكرية، كما أن الهجوم الإسرائيلي دمّر مستودعات ذخيرة إيرانية، وألحق أضراراً جسيمة بالمطار.
وفي الوقت نفسه، تم تنفيذ هجوم آخر في حلب، وكذلك في المطار، وهكذا أحبطت إسرائيل، بحسب التقرير، طرق نقل الجيش اﻹيراني بطائرات الشحن، لكن الإيرانيين تحولوا إلى تهريب مكونات دقيقة في حقائب اليد، مما يجعل تحدي الإجراءات المضادة أكثر تعقيداً.
ويقول مسؤولون سياسيون وأمنيون إنه لم يطرأ أي تغيير على سلوك إسرائيل في سوريا، ولم يمارس الروس أي ضغط لوقف الهجمات، وآلية التنسيق مع الروس في سوريا تعمل كما هي.
وتسرد الصحيفة عدة أسباب محتملة للصمت النسبي: وهي “ربما كان هناك انخفاض كبير في التهريب عبر سوريا في أعقاب سلسلة الهجمات الإسرائيلية على المطارات، كما يحتمل أن التوترات مع حزب الله في لبنان بخصوص الغاز هي التي تسببت في قرار التهدئة، إضافةً لتأثير الانتخابات المقبلة في إسرائيل؛ هذا على الرغم من حقيقة أن التجربة السابقة تظهر أن الانتخابات لا تتداخل مع النشاط الخارجي”.
وأما السبب اﻷبرز فهو ما يتعلق بـ”المعضلة الإسرائيلية في الحرب الروسية – الأوكرانية”، لناحية المساعدة بالوسائل العسكرية التي طلبتها أوكرانيا مؤخراً.
ويوضح التقرير أنه بعد يوم من هجوم الطائرات بدون طيار الإيرانية على “كييف”، أعلن وزير الخارجية الأوكراني أنه سيطلب رسمياً من إسرائيل أنظمة دفاع جوي.
وردّ وزير الدفاع “بيني غانتس” وقال في حديث لـ “راديو كول هاي”: “أريد أن أوضح أننا لم نبع أسلحة لأوكرانيا، قدمنا لهم مساعدات طبية وإنسانية، وهذا واضح، فنحن لم نبع لهم أسلحة، وهذا هو الموقف الإسرائيلي ولا يتوقع أن يتغير”.
يريد الأوكرانيون – بحسب التقرير – أن يحصلوا على القبة الحديدية أكثر من أي شيء آخر، فهم مهتمون بنظام يتمتع بقدرة تشغيلية مثبتة لاعتراض آلاف الصواريخ، ويعرفون أيضاً أنه يعرف كيفية اعتراض المركبات الجوية غير المأهولة مثل تلك التي هاجمت “كييف”.
تضيف “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل “لن تنقل بطارية القبة الحديدية إلى أوكرانيا؛ أولاً لأنها لا تملك ما يكفي، وثانيًا لأن هناك حاجة لمشغلي النظام الإسرائيليين، وثالثاً: كان من الممكن أن يسألوا الأمريكيين، حيث أن لديهم نظامين من هذا القبيل”.
وعلى أي حال – تمضي الصحيفة بالقول – فإن اﻷمريكيين يحتاجون إلى إذن إسرائيلي لبيع القبة الحديدية لأوكرانيا، و”فرصة منح هذا الإذن هي صفر”.
وذكرت أن ما يمكن نقله إلى أوكرانيا، إلى جانب الخوذ والمعدات الطبية، هو أنظمة الكشف والإنذار لتفادي النيران الروسية، فضلاً عن القدرات التي ستوفر إنذاراً مبكراً.. باختصار: “قدرات دفاع مدني لحماية الجبهة الداخلية بدلاً من الدفاع الجوي، هذا يبدو وكأنه حل وسط ومعقول تمكن مناقشته”.