أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن عدداً كبيراً من اليهود في روسيا، يستعدون للهجرة إلى اﻷراضي المحتلة في فلسطين، على خلفية قرار التعبئة للحرب على أوكرانيا، وتصاعد الخلافات بين الروس واﻹسرائيليين، و”التضييق على اليهود”.
وذكرت في تقرير بعنوان “اليهود الروس يحاولون شق طريقهم إلى إسرائيل” أن “الأرض تهتز تحت أقدام يهود روسيا الذين يقدر عددهم بنحو 150.000 يهودي، و 450.000 آخرين مؤهلين للهجرة بموجب قانون العودة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بفرض التجنيد الإجباري العام، وكذلك “الخوف من أن فشل روسيا في الحرب في أوكرانيا وانحرافها إلى مزيد من الاستبداد سيؤدي إلى مزيد من معاداة السامية داخل البلاد”، يهدّد “المزيد والمزيد من اليهود الروس”.
وأكدت أن “أولئك المؤهلين للهجرة إلى إسرائيل يبحثون عن مخرج” للوصول إليها، حيث أن “اﻷبواب لا تزال مفتوحة والناس – بمن فيهم الرجال في سن التجنيد – أحرار في المغادرة.. لكن من يدري إلى متى سيستمر هذا الوضع؟”.
وصادقت حكومة الاحتلال اﻹسرائيلي على تخصيص 282.5 مليون دولار، تحسباً لـ”موجة هجرة لم تشهد مثلها منذ التسعينيات”، وذلك بطلب من وزيرة الاندماج “بنينا تامانو”.
وقالت “جيروزاليم بوست” إن “إسرائيل يجب أن تكون بمثابة ملاذ لليهود في هذه المحنة” للهروب من “اﻷرض غير المضيافة”، و”استيعاب التدفق المتوقع لعشرات الآلاف من المهاجرين الروس”.
وأكدت الوكالة اليهودية للهجرة وصول 24 ألف يهودي من روسيا إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا، مرجحةً أن تزداد وتيرة الهجرة من روسيا، بواقع 6000 مهاجر شهرياً على الأقل لنصف العام المقبل.
ووفقاً للتقرير، فإن هؤلاء المهاجرين يحتاجون إلى “النقل لإسرائيل، والسكن المؤقت، والتدريب الوظيفي، بمجرد وصولهم”، مشيرةً إلى ضرورة أن “تسير عملية الاستيعاب بسلاسة”.
وأشارت إلى أن المهاجرين الروس “يمثلون ميزة كبيرة” للاحتلال، حيث “قدمت الهجرة الجماعية من الاتحاد السوفيتي السابق في التسعينيات لإسرائيل مجموعة موهوبة ومتعلمة ومجتهدة من الأشخاص الذين ساعدوا في إنشاء الشركات الناشئة”، مما “يدفعها إلى مجال اقتصادي مختلف تماماً”.
واعتبرت الصحيفة أن “هذه فترة تاريخية، تقدم للدولة اليهودية فرصة تاريخية، وتحتاج إسرائيل إلى اغتنامها”.
وكانت روسيا قد شهدت موجات نزوح كبيرة للشبان والرجال عقب قرار التعبئة الذي فرضه “بوتين” في 22 من الشهر الماضي.