كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن اتفاق بين إيران وروسيا لتزويد اﻷخيرة بصواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع من أجل استخدامها في الحرب على أوكرانيا، في ظل نقص الذخيرة الذي تعاني منه القوات الغازية.
ووفقاً للتقرير الذي نشرته الصحيفة أمس اﻷحد، فإن الأسلحة يمكن أن تساعد في سد النقص جراء خسائر الجيش الروسي لناحية الذخائر الموجهة بدقة، وهي من النوع المستخدم في الضربات ضد المدنيين في جميع أنحاء أوكرانيا.
وأكد مسؤولو البنتاغون للصحيفة أن الطائرات بدون طيار الإيرانية استخدمت في الضربات الجوية الروسية، بينما سافر وفد من المسؤولين الإيرانيين إلى موسكو الشهر الماضي للانتهاء من شحنات الأسلحة بما في ذلك صواريخ “فاتح 110” وصواريخ “زولفاغر”، وذلك نقلاً عن “دولة حليفة للولايات المتحدة”.
ورفضت كلٌ من إيران وروسيا التقارير الغربية حول شحن أسلحة إيرانية إلى روسيا، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية “ديمتري بيسكوف” في منشور إن مثل هذه الروايات “وهمية”.
وقال مسؤولان مطلعان للصحيفة إن هذه الصواريخ ستكون قادرة على ضرب أهداف على مسافات 300 و 700 كيلومتراً على التوالي، وتوضح صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنه كان هناك على بعض الصواريخ نقش بالعبرية يقول: “يجب محو إسرائيل من على وجه الارض”.
وتمتلك إيران واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وأكثرها تنوعاً في الشرق الأوسط، ووفقاً للصحيفة اﻷمريكية فقد زودت بها الحوثيين في اليمن، والذين استخدموها ضد مصافي النفط السعودية في هجوم خلال مارس/ آذار الماضي.
انخفاض في مخزون اﻷسلحة
يرجح خبراء أن مخزونات أسلحة الجيش الروسي تضاءلت على وقع الحرب في أوكرانيا، وخاصة الصواريخ الدقيقة النموذجية الجديدة، حيث أنها “آخذة في الانخفاض”، على الرغم من الهجمات الواسعة.
ويقول خبراء عسكريون إن روسيا ربما تفتقر إلى الذخيرة الأكثر ملاءمة لهذه العملية، مستشهدين باستخدام صواريخ أرض جو لضرب أهداف برية، وفقاً لتقرير نشرته إذاعة “بي بي سي” البريطانية.
وأكد خبراء أن “استخدام الصواريخ الجوية المختلفة على أهداف برية هو أكثر ما لفت انتباهنا في الهجمات الأخيرة”، مشيرين إلى أن هناك “نقصاً في مخزون صواريخ كروز المستخدمة في الهجمات البرية، لا نعتقد أنها قد استنفدت تماماً، ولكن هناك انخفاضاً في المخزونات”.
وكثيراً ما استخدمت روسيا صواريخ دقيقة التوجيه لضرب أهداف أرضية مختلفة في أوكرانيا منذ بداية الحرب، ومع ذلك، تضاءل عدد هذه الهجمات خلال الصيف، واقترح بعض مسؤولي الدفاع وجود تراجع كبير.
قال “جيريمي فليمنج” رئيس جهاز الاستخبارات الإلكترونية في المملكة المتحدة (GCHQ)، الذي تحدث عن هذا الموضوع مؤخراً: “نحن والقادة الروس على الأرض نعلم أن المخزونات آخذة في النقصان”.
ويوضح التقرير أنه ليس هناك الكثير من المعلومات حول كمية الصواريخ الروسية، حيث “تحاول السلطات عدم تسريب هذه المعلومات، لذلك لا نعرف على أي أساس يبني مسؤولو المخابرات هذه الادعاءات”.
ويشير الخبراء إلى بقايا صواريخ S-300 التي ظهرت في بعض الصور المشتركة من مناطق الحطام في أوكرانيا، وهي صواريخ مصممة لضرب أهداف في الجو وليس على الأرض.
في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، يُزعم أن روسيا أعادت تصميم صواريخ S-300 هذه لتصل إلى أهداف على الأرض، ولكن عندما فحص معدّو التقرير لهذه الصور، وجدوا أن المقذوفات لا تزال في ثلاث منها مطابقة لصاروخ S-300.
وبمقارنة النص الموجود على حافة بقايا السلاح في هذه الصورة بصور صواريخ S-300 يتبيّن أن الإثنين متطابقان وأن أحجام الصواريخ متشابهة أيضاً.
يقترح بعض الخبراء أن روسيا أعادت تصميم ذخيرتها واستخدامها، فيما تقول “لويز جونز”، ضابطة استخبارات “ماكنزي”: “أنا متأكدة من أن الجيش قد فحص مخزوناته، وقام بتقييم إمكانية إنتاج أسلحة جديدة، وقرر أن أكثر ما يمكن فعله هو نشر صواريخ مثل S-300 بطرق مختلفة”.
كما أشارت إلى هزائم روسيا في سلاح الجو وذكرت أن الجيش يستخدم أسلحة أرض – جو لأهداف برية، حيث لم تتمكن روسيا من الحفاظ على التفوق الجوي في أوكرانيا منذ بداية الحرب.
بدأت روسيا الحرب في أوكرانيا بعدد كبير من الهجمات الصاروخية، وقدرت وزارة الدفاع الأمريكية أنها أطلقت حوالي 600 صاروخ في الأيام الـ 11 الأولى من الحرب.
وقد استمرت الهجمات البرية والبحرية والجوية في الأشهر التالية، فيما تمت معظم الغارات الجوية من مناطق روسية.
ومن بين الأسلحة التي تستخدمها روسيا صواريخ باليستية وصواريخ “كروز” تُطلق من منصات إطلاق “إسكندر” وصواريخ “كروز – كاليبر” التي تُطلق من السفن والغواصات المنتشرة في البحر الأسود.
وكانت القوات الروسية قد استخدمت صواريخ “كروز” KH-101 و KH-555 من نوع KH-101 و KH-555 وصواريخ Tochka-U، والتي قتلت حوالي 50 شخصاً في محطة قطار “كراماتورسك” في نيسان الماضي.