سلّط قرار الرئيس الروسي تعيين قائد قواته السابق في سوريا، الجنرال “سيرغي سوروفكين” قائداً للمجموعة المشتركة في منطقة “العمليات العسكرية الخاصة” بأوكرانيا؛ الضوءَ مجدّداً على جرائمه التي ارتكبها في عدّة أماكن على مدى سنوات.
وكان “بوتين” قد لجأ إلى “سوروفكين” في تموز الماضي عقب الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواته جراء الهجوم المضاد في أوكرانيا.
ويُعرف عن الجنرال الروسي تبنيه بشكل كامل لسياسة “اﻷرض المحروقة” المفضّلة لدى “بوتين” وقد استخدمها في سوريا والشيشان.
ومنذ أيام شنّت القوات الروسية بقيادة “سوروفكين” حملة ضربات صاروخية بعيدة المدى على العاصمة وعدة مدن أوكرانية، استهدفت اﻷماكن العامة في وقت الذروة، وألحقت أضراراً بالبنى التحتية، فضلاً عن القتلى والجرحى.
وسلّطت إذاعة “بي بي سي” الضوء على انتهاكات الجنرال الروسي السابقة، مؤكدةً أنه شارك بالنزاعات في “طاجيكستان والشيشان” في التسعينيات.
وتؤكد تقارير عدة أن “سوروفيكين” متهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان بسبب أنشطته في “الشيشان وسوريا”.
وقبل ذلك شارك الجنرال الروسي في قمع المظاهرات التي اندلعت مع محاولة الانقلاب ضد زعيم الاتحاد السوفيتي “ميخائيل جورباتشوف” في أغسطس 1991، حيث كان نقيباً في ذلك الوقت.
ووفقاً لتقرير “بي بي سي” فإن النقيب “سوروفيكين” ساهم في عملية الجيش ضد المتظاهرين في وسط “موسكو” عندما أغلق المتظاهرون طريق عربات الجيش المدرعة وبدأوا في إلقاء الزجاجات والحجارة، حيث أمر المركبات بمواصلة التقدم، وسحق وقتل ثلاثة أشخاص.
وعلى الرغم من اعتقاله واحتجازه لعدة أشهر، تم إسقاط التهم الموجهة إليه على أساس أنه “تصرف بهذه الطريقة بسبب الأوامر الصادرة إليه”، لكنّه حوكم في عام 1995 لبيعه سلاحاً بطريقة غير مشروعة.
وأصدرت المحكمة العسكرية حكماً ضدّه بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، و”تم حذف هذا البند لاحقًا من السجل”، وفقاً للمصدر نفسه.
وفي عام 2002 أصبح قائدَ الوحدة العسكرية في مدينة “يكاترينبورغ” ثم بعد ذلك بعامين، تورط اسمه في فضيحة أخرى، حيث انتحر زميل مقربٌ منه في مكتبه.
وفي عام 2004، تم إرساله كقائد لوحدة عسكرية في “الشيشان”، وأكد جنودٌ كانوا تحت إمرته ارتكابه أعمال عنف ضد المدنيين، حيث اقتحم منازلهم في المناطق التي كانت تجري فيها عمليات قمع.
في عام 2017 أصبح “سوروفكين” قائداً جوياً في سوريا، رغم أنه لم يسبق له أن خدم في سلاح الجو حتى ذلك العام، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، أصبح رئيسًا لسلاح الجو والفضاء الروسي.
ويُعد “سوروفكين” مسؤولاً عن قصف المدنيين واستخدام الأسلحة الكيماوية وضرب المستشفيات، وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) في عام 2020، أنه من بين كبار الضباط الروس والسوريين الذين يمكن ملاحقتهم بسبب انتهاكات حقوق الإنسان أثناء الحرب على إدلب في 2019-2020″.
وكتبت “هيومن رايتس ووتش” أن قصف عمداً مناطق مدنية، لكنه حصل على وسام “البطل الروسي”، وهو أعلى وسام في البلاد، بعد انتهاكاته في سوريا.