يستمر انتشار الاحتجاجات في إيران، على الرغم من القمع العنيف، وتقول مصادر المعارضة إن 185 شخصاً على الأقل قتلوا وجرح أو اعتقل الآلاف، لكن المظاهرات اقتربت من إكمال الشهر دون تراجع.
ودخل عمال قطاع النفط الحيوي في إضراب هذا الأسبوع، ودعا النشطاء إلى مزيد من التوقف عن العمل ومزيد من الاحتجاجات، اليوم الأربعاء، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” اﻷمريكية.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها قوات الأمن الإيرانية، بما في ذلك ميليشيات “الباسيج” التي ينتشر عناصرها في ثياب مدنية، لسحق الاحتجاجات، إلا أنها “اتسعت فقط”، وتحول بعضها إلى “معارك شوارع فوضوية”.
وقد فتحت قوات الأمن النار ورد المتظاهرون رافضين التنازل، وذلك “بحسب شهود وجماعات حقوقية ومقاطع فيديو للاشتباكات على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وكانت الحكومة قد عطلت تطبيقات الإنترنت والاتصالات منذ أسابيع، مما يجعل من الصعب تأكيد الخسائر الحقيقية لقمع الاحتجاجات، التي تشارك فيها النساء والطلاب بشكلٍ خاص.
ووفقاً لـ”جماعات حقوق الإنسان” فإن 185 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم حتى اليوم، بينهم 28 طفلاً، وأصيب أو اعتقل الآلاف، فيما قالت الحكومة إن 24 من قواتها الأمنية قتلوا وأصيب نحو 2000.
واندلعت الاحتجاجات بعد وفاة “مهسا أميني” البالغة من العمر 22 عاماً، عندما كانت في عهدة “شرطة الآداب”، بسبب حجابها، وزعمت قوات الأمن أنها توفيت بنوبة قلبية، لكن عائلتها قالت إنها قُتلت بضربات على رأسها.
وتنحدر “أميني” من منطقة ذات غالبية “كردية”، وقد شهدت الاحتجاجات اﻷعنف في البلاد، إلى جانب المناطق ذات المكوّن السنّي، حيث تمّ إطلاق نار كثيف على المتظاهرين.
ولقيت فتاتان حتفهما منذ بدء الاحتجاجات في أيلول/ سبتمبر، وانضمتا إلى “أميني”، في إثارة المزيد من التظاهر، رغم ادعاء النظام بأنهما انتحرتا بالقفز من مباني عالية.
ويتّهم نظام “المرشد” الإيراني “آية الله علي خامنئي”، الولايات المتحدة وإسرائيل بمساعدة المتظاهرين، ويتوعّد بقمع الحراك الشعبي الذي طال الجامعات بشكلٍ خاص.
ومع اقتراب حلول الشهر على اندلاع الاحتجاجات، تنطلق مظاهرات أكبر في جميع أنحاء البلاد كل بضعة أيام، بما في ذلك يوم السبت الماضي، وقد “تم دعم هذه الاحتجاجات على نطاق أصغر على مستوى الأحياء كل يوم تقريبا”ً، وفقاً لـ”نيويورك تايمز”.
كما تنتشر “أعمال العصيان المدني اليومية واسعة النطاق، بما في ذلك إغلاق المتاجر، وهتافات الناس ليلاً ضد النظام من أسطح المنازل والنوافذ المفتوحة”.
ودعا النشطاء إلى احتجاج آخر على مستوى البلاد اليوم الأربعاء، كما دعوا العمال والشركات للانضمام، وقد شارك بالفعل عمال في قطاع النفط.
وأصدرت نقابة الأطباء الرئيسية في البلاد بياناً أمس، وقع عليه 800 طبيب، أدانوا من خلاله العنف وأكدوا على أن “الشعب هو المالك الحقيقي للبلاد” مؤيدين “مطالبه العادلة”.
ونظم عمال قطاع النفط والطاقة إضرابات يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، حيث دخل عمال مصافي نفط “عبدان وكانجان” ومشروع “بوشهر” للبتروكيماويات بمنطقة “عسلوية” في إضراب.
وأظهر شريط فيديو العمال في “عسلوية” وهم يغلقون طريقاً ويرددون هتافات “الموت للديكتاتور!”، ورغم أنه قد تم اعتقال 11 عاملاً منهم أمس الثلاثاء، إلا أن الإضرابات استمرت، ومن المتوقع أن يحدث المزيد منها.
وكانت آخر احتجاحات واسعة النطاق قد اندلعت في إيران عام 2009، عقب اتهامات للنظام بتزوير نتائج الانتخابات التي كانت من المفترض أن تؤدي لفوز “اﻹصلاحيين”.