تكشف تقارير ألمانية عن ارتفاع أعداد طلبات اللجوء من الرجال الروس الفارين من قرار التعبئة الذي أصدره الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في 21 من شهر أيلول الماضي، حيث تتزايد في الآونة الأخيرة اﻷصوات المؤيدة والمعارضة لذلك على حدّ سواء.
وكان قرار “بوتين” قد أدى على الفور إلى موجات هجرة جماعية للشبان والرجال الروس ضمن الفئات العمرية التي يشملها التجنيد، وتوجّه أكثر من 200 ألف منهم إلى البلدان المجاورة، فيما لا يعرف بعد عدد طالبي اللجوء في أوروبا وألمانيا.
وذكر التلفزيون اﻷلماني أن الكثير من الحقوقيين الألمان يؤيدون منحهم حق اللجوء، بينما يعارض الأوكرانيون ذلك، وقد عبر بعضهم عن الاستياء من أخبار تفيد بأن ألمانيا تريد استقبال الروس الفارين من بلادهم.
منح اللجوء للروس مغنم أم مغرم؟
وقال وزير العدل الألماني، “ماركو بوشمان”، من “الحزب الديمقراطي الحر”، في وقت سابق: “نرحب بمن يكرهون سياسات بوتين ويدافعون عن الديمقراطية الليبرالية للانضمام إلينا في ألمانيا”.
من جانبه؛ قال “ستيفان ويل” رئيس وزراء “ساكسونيا”، عن “الحزب الديمقراطي الاشتراكي”، في تصريح حول الموضوع ذاته: “أعتقد أن دعم هؤلاء الناس ومنحهم اللجوء، سيكون رد فعل طبيعي”.
كما دعت “إيرين ميهاليك”، النائبة البرلمانية عن “حزب الخضر”، إلى تسهيل حصول الروسيين الرافضين للحرب ضد “أوكرانيا” على اللجوء.
وقالت “ميهاليك”: “كل من لا يريد المشاركة في حرب عدوان بوتين على أوكرانيا، والتي تتعارض مع القانون الدولي، ويفرّ من روسيا لهذا السبب، يجب أن يحصل على حق اللجوء في ألمانيا”.
ولكنّ الناشطة في منتدى “همبولت” لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين، “ريتز راكول”، قالت إن “منح اللجوء للهاربين الروس خطأٌ سياسيٌ واضح”.
ولفتت إلى أن هؤلاء “ليسوا شخصيات معارضة أو منشقين، هؤلاء أشخاص لا يريدون المخاطرة بحياتهم فقط، لم يعارضوا السياسة الروسية أبداً، ولم يستيقظوا إلّا الآن”.
واعتبرت “راكول” أنه “ليست من مهام الدول الغربية حماية هؤلاء الناس”، لافتةً إلى أنّ ما يقدر بنحو 50 ألف روسي إلى الدول المجاورة في الأيام الأخيرة، يعود إلى أن بولندا ودول البلطيق أغلقت حدودها أمام الروس، “خوفًا من تسلل الجواسيس”.
وقالت إن هذا الموقف يبدي انزعاج الروس، “لأنه يتم صدهم بسبب ملصق يحمل شارة Z على سيارتهم، أو لأنهم قاموا بوشم شارة Z على أجسادهم، التي أصبحت ترمز إلى دعم الغزو الروسي لأوكرانيا”.
ويؤكد سياسيون ألمان أن “كل جندي يحصل على حق اللجوء في ألمانيا هو خسارة لجيش بوتين”، وهو ما اعتبرته “راكول” خطأً، ﻷن “روسيا ستجمع مليون جندي بطريقة ما، والسماح لبعض الفارين من الخدمة العسكرية إلى ألمانيا لن يغير هذه الحقيقة، بل يعني فقط أننا سنواجه مشكلة أمنية كبيرة هنا” في ألمانيا.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد أعلنت أن اللجوء يُمنح على أساس كل حالة على حدة، استناداً على تدقيق أمني خاص إذا كان طالب اللجوء عضواً في الجيش الروسي، وهو ما اعترض عليه سياسيون وأكرانيون ومعارضون للحكومة.