“لم يعد هناك شيء بالمجان من يريد التعلّم عليه دفع النقود مقابل ذلك”، بهذه الكلمات بدأت ربا “موظفة حكومية” بمناطق النظام حديثها لمراسل “حلب اليوم” تعليقاً على الواقع التعليمي الذي من المفترض أن يكون بـ “المجان” ضمن مناطق سيطرة النظام مع بدء العام الدراسي الجديد.
“ربا” وصفت تحضير المستلزمات الدراسية لأبنائها خلال هذا العام بـ “الكارثية”، معربةً عن أسفها لما وصل إليه قطاع التعليم الذي طالما تغنّت حكومة النظام بمجانيته.
فما بين ارتفاع أسعار نسخ الكتب المدرسية وترهّل القطاع التعليمي من مدرسين “غير أكفاء” وعدم متابعة شؤون الطلبة بالشكل الصحيح، فُتحت الأبواب على مصرعيها أمام المعاهد والدروس الخصوصية التي تُلزم أولياء الأمور بإرفاد أبنائهم إليها للحصول على المعلومات اللازمة.
جميع ما سبق، بحسب “ربا” شكّل عقبة وتحدٍّ حقيقي أمام أرباب الأسر، العاجزين أصلاً عن تأمين لقمة عيشهم والوصول إلى الحدّ الأدنى من العيش الكريم، بسبب تردي الوضع الاقتصادي ضمن مناطق سيطرة النظام في الداخل السوري.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال إن الاجراء الذي اتخذته المؤسسة العامة للطباعة والنشر التابعة لحكومة النظام برفع أسعار الكتب المدرسية لمراحل التعليم الثانوي والمهني للعام 2022 الجاري، تسبب بموجة من السخط لدى أولياء أمور الطلبة الذين رفضوا جميع التبريرات التي أطلقها مدير المؤسسة “علي العبود” حول السبب الرئيسي لرفع الأسعار.
وأشار العبود في تصريح لوسائل الإعلام الموالية للنظام حينها، أن قلّة المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي أسفرت عن رفع أجور طباعة الكتب المدرسية، ناهيك عن الشحّ الكبير بمادتي الورق والكرتون المقوى اللازم لإنتاجها وارتفاع أسعاره عالمياً، وفق قوله.
“محمد العامر” يعمل ضمن مكتبة داخل حي القصور في حمص قال لمراسلنا إن المستلزمات التي يحتاجها طالب المرحلة الثانوية تعادل راتب موظف حكومي لشهرين متتالين.
ويتراوح سعر نسخة الكتب ما بين 65-80 ألف ليرة سورية، وسعر اللباس المدرسي نحو 150 ألف ليرة، ناهيك عن باقي أسعار القرطاسية، الأمر الذي دفع بالراغبين بإكمال تعليمهم للتوجه لشراء الكتب المستعملة التي لا يقلّ سعرها عن النسخة الجديدة إلا بمقدار نحو 15-20 ألف ليرة.
في سياق متصل؛ قال مراسلنا في حمص إن التعليم بات حكراً على الأغنياء في محافظة حمص بعدما عزفت شريحة واسعة من أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم للمدارس، وذلك لسببين رئيسيين الأول منهما غياب الكوادر التعليمية من أصحاب الكفاءات ضمن المدراس الحكومية، والثاني عدم قدرتهم على إرسالهم لتلقي الدروس الخصوصية ضمن المعاهد الخاصة.
من جهته؛ أوضح الطالب الجامعي “أسعد. ر” أن سعر النوطة ضمن المكتبات المحيطة بجامعة البعث يتراوح ما بين 6-18 ألف ليرة، وذلك بحسب حجم المحاضرة المراد الحصول عليها، ما يشكل مصروفاً إضافياً للطلبة الراغبين بالاستمرار بعملية التعليم.
تجدر الإشارة إلى أن أقساط المدراس الخاصة في محافظة حمص وسط سوريا ارتفعت بشكلٍ غير مسبوق لهذا العام والتي تراوحت ما بين 3-5 ملايين ليرة، بالتزامن مع ارتفاع أسعار أقساط رياض الأطفال من 800 إلى مليون ونصف ليرة سورية، وفقاً لمراسلنا.