تتفاقم أزمة المحروقات في محافظة “السويداء” جنوبي سوريا، مما ينعكس سلباً على مختلف مناحي الحياة، بما في ذلك قطاع النقل، حيث بات الازدحام على وسائل المواصلات والوقوف لساعات مشهداً يومياً ومعتاداً.
ويؤكد السائقون أن مادتي الديزل والبنزين متوفرة في “السوق السوداء” التي يغذّيها ضباط وقادة ميليشيات مرتبطة بالنظام، وفقاً لتقرير متقاطعة، لكنّ تلك المواد مرتفعة الثمن، فيما يواصل النظام تقليل المخصصات.
خلال أيام.. ترحيل اﻵلاف من تركيا وحركة عبور نشطة نحو أوروبا
ونشرت صفحة “السويداء 24” المختصة بنقل أخبار المحافظة، صورة من “دوار المشنقة” وسط المدينة، تُظهر العشرات بين موظفين وطلاب وهم ينتظرون وسيلة نقل، ﻷكثر من ساعة، بعد ظهر اليوم اﻷحد.
ونقلت الصفحة عن إحدى الطالبات تأكيدها أن “أعداد المنتظرين تتزايد، وهذا مشهد يومي في طريق العودة إلى البلدة”، كما أضافت أن سائقي “السرافيس” يمنعون المركبات العاملة على خط القرى المجاورة من نقلهم.
وكانت أزمة المواصلات في السويداء قد ازدادت حدةً منذ عدّة أشهر، بعد تخفيض توريدات الوقود إلى المحافظة، من قبل حكومة النظام، مما أثار استياء واسعاً بين اﻷهالي.
وتشير التقارير المحلية إلى أزمات أخرى في مياه الشرب والكهرباء والخبز، فضلاً عن غلاء اﻷسعار وانخفاض الدخل وقلة فرص العمل، حيث يقوم بعض اﻷهالي بدفع رشىً لموظفي شركة المياه العامة من أجل تحويل الضخ إلى بيوتهم، بحسب تقرير سابق للموقع نفسه.
يشار إلى أن الأزمة تعمّ كافة مناطق سيطرة النظام، حيث بات منذ أشهر عاجزاً عن تأمين مايكفي من الخبز والوقود، وسط حالة غير مسبوقة من الفقر والركود.
وكانت حكومة النظام قد أعلنت في تموز/ يوليو الماضي أن مخزونها من القمح لا يكفي سوى لنهاية العام الحالي، قبل أن تصلها شحنات من القمح اﻷوكراني المسروق.
ولجأ أهالي “السويداء” مؤخراً إلى مادة “الكسح” المصنعة من روث اﻷبقاء والمواشي، لتحضيره من أجل التدفئة خلال فصل الشتاء، بديلاً عن المازوت والحطب،
ووصل سعر المادة إلى 300 ألف ليرة سورية، للحمل الواحد المنقول بجرار أو سيارة “بيك آب”، بعد أن كانت أسعاره زهيدة.