يشتكي السوريون في مناطق سيطرة النظام من فقدان أغراض مرسلة إليهم في طرود الشحن، بشكلٍ مستمرّ، حيث يقوم عناصر وضباط “الجمارك” بسلبها، فيما تعجز شركات الشحن عن منعهم وتتحمّل في المقابل المسؤولية أمام الزبائن، وفقاً لصحيفة “الوطن” التابعة للنظام.
وقال مدير عام إحدى شركات الشحن، في تقرير نشرته الصحيفة اليوم الخميس، إنهم يحذرون الزبائن من “إرسال أي بضاعة جديدة أو ذات قيمة ثمينة”، ﻷن العاملين على الشحن “هم أكثر الجهات ضرراً من موضوع نبش البضاعة وفقدانها” فهي “تمس سمعة الشركة أولاً”.
ونسب المدير سرقةَ المحتويات إلى “مجهولين” لكنّه أشار أيضاً إلى مسؤولية الجمارك بقوله: “للأسف يتم نبش اﻷغراض الثمينة وسحبها من بعض البضائع المرسلة من دون علمنا، بعض الأغراض يتم أخذها من الجمارك وهناك قسم يحوّل للمصادرات التي يمكن مراجعتها، وقسم آخر يُفقد لا نعلم عنها شيئاً”.
وأوضحت امرأة (لم تذكر اسمها) أنها تلقّت طرداً من أختها في الإمارات أرسلته إلى دمشق، ووصلها بعد نحو شهر من إرساله مفتوحاً، مؤكدةً أن هناك بضاعةً مفقودةً من الطرد تتجاوز قيمتها مليوني ليرة سورية.
وقالت امرأة أخرى: “ليست المرة الأولى التي يصلني بها بضاعة من أقاربي في الخارج، لكن هذه المرة كان الطرد مفتوحاً وأعيد إغلاقه، وبعد سؤال الشركة عن فقدان بعض القطع أخبروني أنه لا علاقة لهم وجميع البضاعة التي ترد إلى الشركة تصل مفتوحة”.
وأعرب مدير شركة النقل عن استيائه من هذا الوضع ﻷن الكثير من الزبائن و”منهم مسؤولون” يراجعون الشركة بفقدان أغراضهم، مما يضعهم في حرج.
وأوضح أن نبش وسلب البضائع لا يقتصر على اﻷغراض الثمينة فقط، بل يشمل علب الشامبو، والعطورات، وأدوات التجميل، والألبسة والأحذية والجلديات، حيث يتكرر ذلك بشكل مستمر.
وأكّد أن شركته كانت متوقفة عن العمل منذ أكثر من عام بسبب هذه الظاهرة، واليوم “عادت إلى العمل وللأسف فإن هذه الظاهرة في ازدياد ويومياً نتلقى اتصالات حول فقدان بضاعة وخاصة تلك التي تكون قادمة من الإمارات”.
وجدّد المدير دعوته إلى الزبائن لعدم إرسال الهدايا الجديدة أو ذات القيمة المرتفعة، وإنما فقط المستعملة وغير المغرية، مشيراً إلى أنهم “غير قادرين على فعل شيء ولا أحد يستفيد من مراجعة أي جهة”.
من جانبها رفضت “الجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني” الإجابة على أسئلة الصحيفة حول هذه القضية.
يشار إلى أن ظاهرة سرقة أغراض المواطنين من الطرود قديمة وترجع إلى عهد اﻷسد اﻷب من القرن الماضي، لكنّها زادت بشكل كبير مؤخراً.