لقي شاب سوري حتفه تحت التعذيب على أيدي قوات نظام اﻷسد اﻷمنية بعد أيام من عودته إلى مدينته حلب، رغم تلقيه “تطمينات” بعدم التعرّض له، وفقاً لمقرّبين من الضحية.
وقال الشاب “سهل كعيد” وهو سوري من حلب ومقيم في تركيا، في منشور على صفحته بموقع “فيس بوك”، اليوم الثلاثاء، إن أحد أبناء مدينته ويدعى “محمد درباس” اضطرّ للعودة من تركيا مؤخراً بسبب ضيق الأحوال المعيشية.
وأوضحَ أن “درباس” أرسل قبله زوجته وأولاده، حيث اعتقدوا أن الحياة “طبيعية”، وطلبوا منه العودة، باعتبار أنه لم يشارك في الأعمال العسكرية سابقاً، وأن هناك “الكثير ممن عاد” إلى منزله من اللاجئين والنازحين، على حدّ وصفهم.
واقتنع الشاب أخيراً بالعودة تحت ضغط الظروف الصعبة في تركيا، وبعد عشرة أيام فقط من وصوله إلى بيته، أخبره أحد اﻷشخاص بأنّ عليه مراجعة فرعٍ للأمن، في الوقت الذي يرغب به، من أجل “التوقيع على إفادة”، وفقاً للمصدر نفسه.
وذهب “درباس” بناءً على وعد بأن زيارته ستستغرق فقط “نصف ساعة”، لكنّه عاد بعد عشرة أيام إلى زوجته وأولاده جثّةً هامدةً، في كيس بلاستيكيّ أسود من الأكياس المخصصة لسلّات المهملات.
وادعى أمن النظام – بحسب ما أخبر به زوجته التي استلمت جثته – أنه تُوفّي بـ”نوبة قلبية”، لكنّ آثار التعذيب الوحشي كانت ظاهرة عليها، وفقاً لـ”كعيّد”.
وكانت قوات النظام قد اعتقلت نهاية العام الماضي العشرات من أحياء حلب الشرقية، ممن كانوا نازحين في تركيا وريف حلب، بعد عودتهم إلى بيوتهم بموجب ضمانات من “مخاتير” اﻷحياء التابعين للنظام.
وتحذّر عدة منظمات دولية من إعادة اللاجئين السوريين قبل تحقيق الحل السياسي، حيث كشفت تقارير عن فظاعات وانتهاكات واسعة ضدّهم في سجون اﻷسد.